الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : قد مضى الكلام فيمن قتل في معركة أهل الحرب ، فأما من قتل في معركة أهل البغي فله حالان :

                                                                                                                                            إما أن يكون باغيا أو عادلا ، فإن كان باغيا غسل وصلي عليه ، وقال أبو حنيفة : " لا يغسل ولا يصلى عليه استهانة به ، لأنه باين جميع المسلمين بفعله فوجب أن لا يغسل ولا يصلى عليه كالحربي " .

                                                                                                                                            والدلالة على وجوب غسله والصلاة عليه ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال صلوا على من قال لا إله إلا الله وخلف من قال لا إله إلا الله " وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " لا تكفروا أحدا من أهل ملتكم وإن عملوا الكبائر ، وجاهدوا مع كل أمير ، وصلوا على كل ميت " ولأنه مسلم مقتول فوجب أن يغسل ويصلى عليه كالزاني المحصن ، والقاتل العامد ، ولأن الصلاة استغفار ورحمة والباغي إليها أحوج ، فأما قياسهم على أهل الحرب فغلط لوقوع الفرق بينهما .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية