باب الحيض    . 
وأصله : السيلان ، قال الجوهري    : حاضت المرأة تحيض حيضا ومحيضا فهي حائض وحائضة أيضا ، ذكره ابن الأثير  وغيره ، واستحيضت المرأة : استمر بها الدم بعد أيامها فهي مستحاضة ، وتحيضت ؛ أي قعدت أيام حيضها عن الصلاة ، وقال  أبو القاسم الزمخشري  في كتابه " أساس البلاغة " : ومن المجاز حاضت السمرة إذا خرج منها شبه الدم . 
وقال المصنف رحمه الله تعالى : الحيض  دم يرخيه الرحم إذا بلغت المرأة ، ثم يعتادها في أوقات معلومة لحكمة تربية الولد ، فإذا حملت انصرف ذلك الدم بإذن الله تعالى إلى تغذية الولد ، ولذلك الحامل لا تحيض ، فإذا وضعت الولد قلبه الله تعالى بحكمته لبنا يتغذى به ، ولذلك قلما تحيض المرضع ، فإذا خلت من حمل ورضاع ، بقي ذلك الدم لا مصرف له ، فيستقر في مكان ثم يخرج في الغالب في كل شهر ستة أيام أو سبعة ، وقد يزيد على ذلك ويقل ، ويطول   [ ص: 41 ] شهر المرأة ويقصر على حسب ما يركبه الله تعالى في الطباع . ا هـ آخر كلامه . 
والاستحاضة    : سيلانه في غير وقته من العاذل ، بالذال المعجمة ، وقد يقال بالمهملة : حكاها  ابن سيده  ، وقال الجوهري    : العاذر لغة [ في العاذل ] يعني بالذال المعجمة والراء ، وهو اسم للعرق الذي يسيل منه دم الاستحاضة ، قال : وسئل  ابن عباس  رضي الله عنهما عن دم الاستحاضة فقال : ذاك العاذل يغذو ، يعني يسيل   [ لتستثفر بثوب ولتصل ] . 
" دم طبيعة وجبلة " . 
الطبع والطبيعة والسجية والجبلة : الخلقة عن الجوهري  وغيره ، ومنه قوله تعالى : واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين    [ الشعراء 184 ] وقرئ بضم الجيم والباء ، وهما لغتان نقلهما أبو البقاء ، وحكى  ابن سيده  فيها ثلاث لغات أخر : جبلة كغرفة ، وجبلة ككسرة ، وجبلة كشربة فصار فيها خمس لغات . 
				
						
						
