الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          " ثم يأتي المشعر الحرام "

                                                                                                                          المشعر الحرام بفتح الميم ، قال الجوهري : وكسر الميم لغة ، وهو موضع معروف بمزدلفة ، ويقال له قزح ، وقد تقدم أن المشعر الحرام وقزح من أسماء المزدلفة ، فتكون مزدلفة كلها سميت بالمشعر الحرام ، وقزح تسمية للكل باسم البعض ، كما سمي المكان كله بدرا باسم ماء به ، ويقال له : بدر .

                                                                                                                          " كما وقفتنا فيه "

                                                                                                                          الأفصح : وقفت الدابة والرجل بمعنى وقفتهما ، وكذا وقفت الوقف ، وحكى شيخنا - رحمه الله تعالى - : أوقفت في الجميع .

                                                                                                                          " وأريتنا إياه "

                                                                                                                          يجوز أريتنا إياه وأريتناه ، وهو الأفصح ، قال الله تعالى : فسيكفيكهم الله [ البقرة : 137 ] وقال تعالى أنلزمكموها [ هود : 28 ] وهي مسألة مقدرة في كتب النحو المطولة .

                                                                                                                          " كما وعدتنا "

                                                                                                                          الأكثر استعمال وعد في الخير وأوعد في الشر .

                                                                                                                          قال الشاعر :


                                                                                                                          وإني وإن أوعدته أو وعدته لمخلف إيعادي ومنجز موعدي

                                                                                                                          .

                                                                                                                          " [ ص: 198 ] "

                                                                                                                          وحكى قطرب في فعلت وأفعلت وعد وأوعد في الخير والشر ، فالذي جاء في الدعاء جاء على أفصح اللغتين .

                                                                                                                          " فإذا أفضتم من عرفات "

                                                                                                                          أي : دفعتم قاله ابن قتيبة .

                                                                                                                          " إلى غفور رحيم "

                                                                                                                          برفعهما على الحكاية ، حكاية قوله تعالى : واستغفروا الله إن الله غفور رحيم [ البقرة : 198 ] والجار والمجرور في قوله : [ إلى غفور رحيم ] متعلق بمحذوف تقديره يقرأ إلى قوله : غفور رحيم و " إلى " داخل على قول مقدر محكي بعده المرفوع تقديره : يقرأ إلى قوله : غفور رحيم .

                                                                                                                          " إلى أن يسفر "

                                                                                                                          يقال سفر الصبح بمعنى أسفر ، لغة نقلها شيخنا - رحمه الله تعالى - أي : أضاء ، والضمير في يسفر للصبح ؛ لأنه قد تقدم ويجوز أن يكون للداعي .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية