" ثم يقول :
nindex.php?page=treesubj&link=1562سبحانك الله وبحمدك " .
سبحانك : اسم مصدر من قولك : سبحت الله تسبيحا ؛ أي نزهته من النقائص ، وما لا يليق بجلاله ، وهو منصوب
[ ص: 71 ] بفعل مقدر لا يجوز إظهاره ، ولا يستعمل إلا مضافا ، وقد جاء غير مضاف في الضرورة ، فأما الواو في " وبحمدك " فقال
المازني المعنى : سبحتك اللهم بجميع آلائك وبحمدك سبحتك ؛ أي وبنعمتك التي هي نعمة توجب علي حمدا سبحتك ، لا بحولي وقوتي . وسئل
nindex.php?page=showalam&ids=15611أبو العباس ثعلب عن قوله " وبحمدك " فقال أراد : سبحتك بحمدك ، قال
أبو عمر : كأنه يذهب إلى أن الواو صلة .
" وتبارك اسمك " " تبارك " : فعل لا يتصرف ، فلا يستعمل منه غير الماضي ، ومعناه : دام ودام خيره . وقال
العزيزي في " غريب القرآن " : تبارك تفاعل من البركة وهي الزيادة والنماء والكثرة والاتساع ؛ أي البركة تكتسب وتنال بذكرك ، ويقال : تبارك تقدس . والقدس : الطهارة . ويقال : تبارك تعاظم ، آخر كلامه .
" وتعالى جدك " .
جدك : بفتح الجيم ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري في كتاب " الزاهر " له ؛ أي علا جلالك وارتفعت عظمتك ، وأنشد :
ترفع جدك إني امرؤ سقتني الأعادي إليك السجالا
.
وقال
الخطابي : قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=3وأنه تعالى جد ربنا [ الجن 3 ] معناه : الجلال والعظمة ، وسيذكر في دعاء القنوت إن شاء الله تعالى .
" ولا إله غيرك " .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري في " الزاهر " أيضا : في إعرابه أربعة أوجه : لا إله غيرك برفعهما وبناء الأول على الفتح مع نصب الثاني ورفعه ، والرابع : رفع " إله " ونصب " غيرك " لوقوعه موقع أداة الاستثناء .
" ثُمَّ يَقُولُ :
nindex.php?page=treesubj&link=1562سُبْحَانَكَ اللَّهُ وَبِحَمْدِكَ " .
سُبْحَانَكَ : اسْمُ مَصْدَرٍ مِنْ قَوْلِكَ : سَبَّحْتُ اللَّهَ تَسْبِيحًا ؛ أَيْ نَزَّهْتُهُ مِنَ النَّقَائِصِ ، وَمَا لَا يَلِيقُ بِجَلَالِهِ ، وَهُوَ مَنْصُوبٌ
[ ص: 71 ] بِفِعْلٍ مُقَدَّرٍ لَا يَجُوزُ إِظْهَارُهُ ، وَلَا يَسْتَعْمِلُ إِلَّا مُضَافًا ، وَقَدْ جَاءَ غَيْرَ مُضَافٍ فِي الضَّرُورَةِ ، فَأَمَّا الْوَاوُ فِي " وَبِحَمْدِكَ " فَقَالَ
الْمَازِنِيُّ الْمَعْنَى : سَبَّحْتُكَ اللَّهُمَّ بِجَمِيعِ آلَائِكَ وَبِحَمْدِكَ سَبَّحْتُكَ ؛ أَيْ وَبِنِعْمَتِكَ الَّتِي هِيَ نِعْمَةٌ تُوجِبُ عَلَيَّ حَمَدًا سَبَّحْتُكَ ، لَا بِحَوْلِي وَقُوَّتِي . وَسُئِلَ
nindex.php?page=showalam&ids=15611أَبُو الْعَبَّاسِ ثَعْلَبٌ عَنْ قَوْلِهِ " وَبِحَمْدِكَ " فَقَالَ أَرَادَ : سَبَّحْتُكَ بِحَمْدِكَ ، قَالَ
أَبُو عُمَرَ : كَأَنَّهُ يَذْهَبُ إِلَى أَنَّ الْوَاوَ صِلَةٌ .
" وَتَبَارَكَ اسْمُكَ " " تَبَارَكَ " : فِعْلٌ لَا يَتَصَرَّفُ ، فَلَا يُسْتَعْمَلُ مِنْهُ غَيْرُ الْمَاضِي ، وَمَعْنَاهُ : دَامَ وَدَامَ خَيْرُهُ . وَقَالَ
الْعَزِيزِيُّ فِي " غَرِيبِ الْقُرْآنِ " : تَبَارَكَ تَفَاعَلَ مِنَ الْبَرَكَةِ وَهِيَ الزِّيَادَةُ وَالنَّمَاءُ وَالْكَثْرَةُ وَالْاتْسَاعُ ؛ أَيِ الْبَرَكَةُ تُكْتَسَبُ وَتُنَالُ بِذِكْرِكَ ، وَيُقَالُ : تَبَارَكَ تَقَدَّسَ . وَالْقُدْسُ : الطَّهَارَةُ . وَيُقَالُ : تَبَارَكَ تَعَاظَمَ ، آخِرُ كَلَامِهِ .
" وَتَعَالَى جَدُّكَ " .
جَدُّكَ : بِفَتْحِ الْجِيمِ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ فِي كِتَابِ " الزَّاهِرِ " لَهُ ؛ أَيْ عَلَا جَلَالُكَ وَارْتَفَعَتْ عَظَمَتُكَ ، وَأَنْشَدَ :
تَرَفَّعَ جَدُّكَ إِنِّي امْرُؤٌ سَقَتْنِي الْأَعَادِي إِلَيْكَ السِّجَالَا
.
وَقَالَ
الْخَطَّابِيُّ : قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=3وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا [ الْجِنِّ 3 ] مَعْنَاهُ : الْجَلَالُ وَالْعَظَمَةُ ، وَسَيُذْكَرُ فِي دُعَاءِ الْقُنُوتِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى .
" وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ " .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ فِي " الزَّاهِرِ " أَيْضًا : فِي إِعْرَابِهِ أَرْبَعَةُ أَوْجُهٍ : لَا إِلَهَ غَيْرُكَ بِرَفْعِهِمَا وَبِنَاءِ الْأَوَّلِ عَلَى الْفَتْحِ مَعَ نَصْبِ الثَّانِي وَرَفْعِهِ ، وَالرَّابِعُ : رَفْعُ " إِلَهَ " وَنَصْبِ " غَيْرِكَ " لِوُقُوعِهِ مَوْقِعَ أَدَاةِ الِاسْتِثْنَاءِ .