والمعنى الذي صدر به أليق ، ولا يدل ذلك على أن الاسم غير المسمى ولا عينه ، ولا يحتمل أن يكون لفظ الاسم زائدا كما قال الشاعر :
إلى الحول ثم اسم السلام عليكما
.كذا أفاده العسقلاني ، وأقول المعنى الذي ألحق به هو الحق ، وبالقبول أحق لكن الأظهر في هذا المقام أن القصد ، والمرام هو أن يكون مباشرا لذكر اسمه حال نومه ، ويقظته ، ووقت حياته ومماته ( ) أي : أيقظنا ( بعدما أماتنا ) أي : أنامنا ( وإليه النشور ) أي : التفرق في أمر المعاش كالافتراق حال المعاد ، وقيل النشر هو الحياة بعد الموت ، ومعنى كون النشور إليه أنه من عنده تعالى ، لا مدخل فيه لغيره سبحانه ، قال بعضهم : النفس التي تفارق الإنسان عند النوم وهي التي للتمييز ، والتي تفارق عند الموت هي التي للحياة ، وهي التي تزول معه النفس كما حقق في قوله سبحانه وتعالى : وإذا استيقظ قال : الحمد لله الذي أحيانا الله يتوفى الأنفس حين موتها الآية وسمي النوم موتا ; لأنه يزول معه العقل ، والحركة تمثيلا وتشبيها ، وقيل الموت في كلام العرب يطلق على السكون يقال ماتت الريح إذا سكنت ، فيحتمل أن يكون أطلق الموت على النائم بمعنى إرادة سكون حركته كقوله تعالى : هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه وقد يستعمل في زوال القوة العاقلة ، وهي الجهالة كقوله تعالى : أومن كان ميتا فأحييناه وقوله تعالى : لا تسمع الموتى ومنه حديث : " " رواه الشيخان وقد يستعار الموت للأحوال الشاقة كالفقر والذل والسؤال والهرم والمعصية وغير ذلك . مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه ، مثل الحي والميت
وقال الطيبي : ولا ارتياب أن انتفاع الإنسان بالحياة إنما هو بتحري رضا الله تعالى ، وتوخي طاعته والاجتناب عن سخطه وعقوبته فمن نام زال عنه هذا الانتفاع ولم يأخذ نصيب حياته فكان كالميت ، فكان الحمد لله شكرا لنيل هذه النعمة وزوال تلك المضرة وهذا التأويل ينتظم مع قوله : وإليه النشور أي : وإليه المرجع في نيل الثواب مما نكتسبه في حياتنا هذه ، وقال النووي : المراد بإماتتنا النوم ، وأما النشور فهو الإحياء للبعث يوم القيامة فنبه - صلى الله عليه وسلم - بإعادة اليقظة بعد النوم الذي هو شبيه بالموت على إثبات البعث بعد الموت ، وهذا والذكر في بدء نومه والدعاء بعد يقظته مشعر بأنه ينبغي أن يكون السالك عند نومه يشتغل بالذكر لأنه خاتمة أمره وعمله ، وعند تنبيهه يقوم بحمد الله تعالى وشكره على فضله ويتذكر باليقظة بعد النوم البعث بعد الموت ، وأن يعلم أن مرجع الخلق كله إلى مولاه بل لا موجود في نظر العارف سواه ، فلا تغفل عنه في [ ص: 76 ] حال من الأحوال ويترك غير ذكره وشكره من الأشغال .