الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل

ومن هديه صلى الله عليه وسلم أن ( من أراد التضحية ودخل يوم العشر ، فلا يأخذ من شعره وبشره شيئا ) ثبت النهي عن ذلك في " صحيح مسلم " . وأما الدارقطني [ ص: 293 ] فقال : الصحيح عندي أنه موقوف على أم سلمة .

وكان من هديه صلى الله عليه وسلم اختيار الأضحية واستحسانها ، وسلامتها من العيوب ، ( ونهى أن يضحى بعضباء الأذن والقرن ) أي مقطوعة الأذن ومكسورة القرن ، النصف فما زاد ، ذكره أبو داود ، ( وأمر أن تستشرف العين والأذن ) أي : ينظر إلى سلامتها ، وأن لا يضحى بعوراء ، ولا مقابلة ، ولا مدابرة ، ولا شرقاء ، ولا خرقاء . والمقابلة هي التي قطع مقدم أذنها ، والمدابرة التي قطع مؤخر أذنها ، والشرقاء التي شقت أذنها ، والخرقاء التي خرقت أذنها . ذكره أبو داود .

وذكر عنه أيضا ( أربع لا تجزئ في الأضاحي : العوراء البين عورها ، والمريضة البين مرضها ، والعرجاء البين عرجها ، والكسيرة التي لا تنقي ، والعجفاء التي لا تنقي ) أي من هزالها لا مخ فيها . وذكر أيضا أن [ ص: 294 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم ( نهى عن المصفرة والمستأصلة ، والبخقاء ، والمشيعة ، والكسراء ) فالمصفرة التي تستأصل أذنها حتى يبدو صماخها ، والمستأصلة التي استوصل قرنها من أصله ، والبخقاء التي بخقت عينها ، والمشيعة التي لا تتبع الغنم عجفا وضعفا ، والكسراء الكسيرة ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية