الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
531 [ ص: 285 ] 361 - (530) - (1 \ 73) عن عمرو بن عثمان بن عفان عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الصبحة تمنع الرزق ".

التالي السابق


* قوله: "الصبحة" : - بضم الصاد وفتحها - : نوم أول النهار، نهى عنه; لوقوعه وقت الذكر والمعاش.

والحديث من "زوائد" عبد الله، وفي إسناده ابن أبي فروة، وهو إسحاق، ضعيف.

وقال ابن عدي: إنه خلط في إسناده، فتارة جعله عن عثمان، وتارة عن أنس، ولا يعرف إلا به، وهو متروك، وقد عده ابن الجوزي في "الموضوعات" لذلك.

وقال السيوطي: لم ينفرد به إسحاق، فأخرجه أبو نعيم في "الحلية" من طريق سليمان بن أرقم، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عثمان، وله شاهد من حديث ابن عباس، أخرجه الطبراني بلفظ: "إذا صليتم الفجر، فلا تناموا عن طلب رزقكم"، وذكر مثله السخاوي في "المقاصد"، وبسط في "الشواهد"، وكذا غيره.

وقال السخاوي: وفي "المجالسة" من جهة ابن الأعرابي: مر ابن عباس بابنه الفضل وهو نائم نومة الضحى، فركضه برجله، وقال: قم إنك لنائم الساعة التي يقسم الله فيها الرزق لعباده، أو ما سمعت ما قالت العرب فيها؟ قال: وما قالت

[ ص: 286 ] العرب يا أبت؟ قال: زعمت العرب أنها مكسلة مهرمة منسأة للحاجة، ثم قال: يا بني! نوم النهار على ثلاثة: نوم حمق، وهي نومة الضحى، ونومة الخلق، وهي روي: "قيلوا: فإن الشياطين لا تقيل"، ونومة الخرق: وهي نومة بعد العصر، لا ينامها إلا سكران، أو مجنون، انتهى.

* * *




الخدمات العلمية