الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
121 91 - (120) - (1 \ 19) عن حمرة بن عبد كلال، قال: سار عمر بن الخطاب إلى الشام بعد مسيره الأول كان إليها، حتى إذا شارفها، بلغه ومن معه أن الطاعون فاش فيها، فقال له أصحابه: ارجع ولا تقحم عليه، فلو نزلتها وهو بها لم نر لك الشخوص عنها. فانصرف راجعا إلى المدينة، فعرس من ليلته تلك، وأنا أقرب القوم منه، فلما انبعث، انبعثت معه في أثره، فسمعته يقول: ردوني عن الشام بعد أن شارفت عليه، لأن الطاعون فيه، ألا وما منصرفي عنه بمؤخر في أجلي، وما كان قدومي منه بمعجلي عن أجلي، ألا ولو قد قدمت المدينة ففرغت من حاجات لا بد لي منها، لقد سرت حتى أدخل الشام، ثم أنزل حمص، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ليبعثن الله منها يوم القيامة سبعين ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب عليهم، مبعثهم فيما بين الزيتون وحائطها في البرث الأحمر منها " .

التالي السابق


* قوله: "عن حمرة" : - بضم حاء مهملة وسكون ميم بعدها راء مهملة - ، و"كلال" - بضم الكاف - .

* قوله: "فاش" : أي: كثير فيها.

* "ولا تقحم عليه" : في "القاموس": قحم في الأمر; كنصر: رمى بنفسه فيه

[ ص: 103 ] فجأة بلا روية، وقحمته تقحيما، أو أقحمته، انتهى، والوجوه الثلاثة ها هنا محتملة، وعلى الأخيرين التقدير: لا تقحم الناس، و"على" بمعنى "في".

* "الشخوص" : الخروج والذهاب.

* "فعرس" : - بتشديد الراء - ; أي: نزل في آخرها.

* "في أثره" : - بفتحتين - ، أو - بكسر فسكون - ; أي: في عقبه.

* "ردوني" : - بفتح الراء - على صيغة الماضي.

* "ألا" : - بالتخفيف - : حرف تنبيه.

* " منصرفي" : انصرافي.

* "بمؤخر" : من التأخير.

* "قدوميه" : - بهاء السكت - ، ويحتمل هاء الضمير، إلا أن المشهور في مثله الانفصال.

* "بمعجلي" : من التعجيل.

* "في البرث" : - بفتح فسكون - : الأرض السهلة، أو الجبل من الرمل، أو أسهل الأرض وأحسنها، كذا في "القاموس".

وفي "المجمع": وفيه أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم، وهو ضعيف.

* * *




الخدمات العلمية