الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
298 212 - (296) - (1 \ 42 - 43) عن المسور بن مخرمة، وعبد الرحمن بن عبد القاري أنهما سمعا عمر يقول: مررت بهشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمعت قراءته، فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكدت أن أساوره في الصلاة، فنظرت حتى سلم، فلما سلم، لببته بردائه، فقلت: من أقرأك هذه السورة التي تقرؤها؟ قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: قلت له: كذبت، فوالله إن النبي صلى الله عليه وسلم لهو أقرأني هذه السورة التي تقرؤها. قال: فانطلقت أقوده إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها، وأنت أقرأتني سورة الفرقان! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أرسله يا عمر، اقرأ يا هشام " فقرأ عليه القراءة التي سمعته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " هكذا أنزلت " ثم قال النبي عليه الصلاة والسلام: " اقرأ يا عمر " فقرأت القراءة التي أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:

[ ص: 188 ] " هكذا أنزلت " ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا منه ما تيسر " .


التالي السابق


* قوله: "أساوره" : أي: أواثبه وأقاتله.

* "فنظرت" : أي: انتظرت.

* "لببته" : - بتشديد الموحدة الأولى - ; أي: جعلت في عنقه ثوبا أجره به.

* "أرسله" : أي: أطلقه.

* * *




الخدمات العلمية