الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
190 147 - (189) - (1 \ 28) عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف: أن رجلا رمى رجلا بسهم فقتله، وليس له وارث إلا خال، فكتب في ذلك أبو عبيدة بن الجراح إلى

[ ص: 139 ] عمر، فكتب: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الله ورسوله مولى من لا مولى له، والخال وارث من لا وارث له ".


التالي السابق


* قوله: "مولى من لا مولى له" : أي: من لا مولى له، فماله يرجع إلى حكمه تعالى، أو المراد: أنه تعالى ينصر من لا ناصر له.

* قوله: "الخال وارث من لا وارث له" : أي: من أصحاب الفروض والعصبات، وهذا دليل على توريث ذوي الأرحام كما هو مذهب أبي حنيفة، ومن لا يقول بإرثه يقول: يحتمل أنه قاله على وجه السلب والنفي; كما يقال: الجوع زاد من لا زاد له، والصبر حيلة من لا حيلة له، ويحتمل أن يريد به: إذا كان عصبة، أو يريد به: السلطان; فإنه يسمى خالا.

قلت: والأول باطل; لما جاء من قوله: "يرثه"، والثاني كذلك; لقوله: "من لا وارث له"، والثالث بعده لا يخفى، ثم الكل مردود بفهم عمر، والله تعالى أعلم.

* * *




الخدمات العلمية