الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              5035 باب : مع كل إنسان شيطان

                                                                                                                              وهو في النووي ، في (الباب المتقدم) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ، ص158 ج17 ، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم : أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، خرج من عندها ليلا . قالت : فغرت عليه . فجاء ، فرأى ما أصنع . فقال : ما لك ؟ يا عائشة ! أغرت ؟" فقلت : وما لي لا يغار مثلي على مثلك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "أقد جاءك شيطانك ؟" قالت : يا رسول الله ! أو معي شيطان ؟ قال : "نعم" قلت : ومع كل إنسان ؟ قال : "نعم" قلت : ومعك ؟ يا رسول الله ! قال : "نعم ولكن ربي أعانني عليه ، حتى أسلم" ) .

                                                                                                                              وفي حديث آخر ، عن ابن مسعود ، يرفعه : "ما منكم من أحد ، إلا [ ص: 151 ] وقد وكل به قرينه من الجن" . قالوا : وإياك يا رسول الله ؟ ! قال : "وإياي ، إلا أن الله أعانني عليه ، فأسلم ، فلا يأمرني إلا بخير") .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              و"أسلم" : برفع الميم ، وفتحها . هما روايتان مشهورتان ؛

                                                                                                                              ومعنى الرفع : "أسلم أنا" من شره ، وفتنته .

                                                                                                                              ومعنى الفتح : أن القرين أسلم من الإسلام ، وصار مؤمنا .

                                                                                                                              واختلفوا في الأرجح منهما ؛

                                                                                                                              فقال الخطابي : الصحيح المختار منهما : الرفع .

                                                                                                                              ورجح القاضي عياض الفتح ، وهو المختار لقوله صلى الله عليه وآله وسلم : "فلا يأمرني إلا بخير" .

                                                                                                                              واختلفوا على رواية الفتح ؛

                                                                                                                              فقيل : أسلم بمعنى : استسلم وانقاد . وقد جاء هكذا في غير مسلم .

                                                                                                                              وقيل : معناه : صار مسلما مؤمنا . وهذا هو الظاهر .

                                                                                                                              قلت : ولا مانع من إرادة الجميع .

                                                                                                                              قال عياض : إن الأمة مجتمعة على عصمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الشيطان (في جسمه ، وخاطره ، ولسانه) .

                                                                                                                              وفي الحديث إشارة إلى التحذير من فتنة القرين ، ووسوسته ، وإغوائه . فأعلمنا بأنه معنا لنحترز منه بحسب الإمكان .




                                                                                                                              الخدمات العلمية