الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            فصل في تعليق الطلاق بالأزمنة ونحوها إذا ( قال أنت طالق في شهر كذا أو في غرته أو ) في ( أوله ) أو في رأسه أو دخوله أو مجيئه أو ابتدائه أو استقباله أو أول أجزائه ( وقع بأول جزء ) ثبت في محل التعليق كما بحثه الزركشي بكونه ( منه ) أي معه وهو أول ليلة منه لتحقق الاسم بأول جزء منه . ومحله كما أفاده الشيخ إذا اختلفت المطالع ويجوز عدم اعتبار ذلك ، والفرق بين ما هنا وما مر أول الصوم أن العبرة بالبلد المنتقل إليه لا منه إذ الحكم ثم منوط بذاته دون غيرها فنيط الحكم بمحلها بخلافه هنا فإنه منوط بحل العصمة وهو غير متقيد بمحل فروعي محل التعليق الذي هو السبب [ ص: 12 ] في ذلك الحل وذلك لصدق ما علق به حينئذ حتى في الأولى ، إذ المعنى فيها إذا جاء شهر كذا ومجيئه يتحقق بمجيء أول جزء منه كما لو علق بدخول دار يقع بحصوله في أولها . فإن أراد ما بعد ذلك دين .

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            حاشية الشبراملسي

                                                                                                                            ( فصل ) في تعليق الطلاق بالأزمنة ونحوها

                                                                                                                            ( قوله : ونحوها ) أي غيرها والمشابهة بين الأزمنة وما ذكر معها في مجرد أن كلا مستقل وإلا فلا مشابهة بين الزمان والطلاق فيما لو قال إن طلقتك فأنت طالق ، هذا ولا تشمل عبارته ما لو قال وتحته أربع إن طلقت واحدة إلخ ، فإن المعلق فيه العتق لا الطلاق ولو قال وما يتبعه لسلم من ذلك ( قوله : أو استقباله ) أي مستقبله أي ما يستقبل منه ( قوله : ثبت في محل التعليق ) أي وإن كان في غيره لما يأتي ( قوله : ومحله ) أي قوله ثبت في محل إلخ ، وقوله كما أفاده إلخ معتمد ، وقوله ويجوز : أي يحتمل ( قوله : عدم اعتبار ذلك ) أي اختلاف المطالع فلا يقع بثبوته [ ص: 12 ] في غير محل التعليق ويقع بثبوته فيه وإن اتحدت المطالع ( قوله : وذلك لصدق إلخ ) أي قوله وقع بأول جزء وقوله حتى في الأولى هي قوله في شهر كذا ( قوله : فإن أراد ما بعد ذلك ) أي ما بعد الجزء الأول فيما لو قال أنت طالق في شهر كذا ، أما لو قال ذلك في غيره فلا لعدم احتمال لفظه لغير الأول ، وعبارة سم : هو صادق بما لو أراد اليوم الأخير أو آخر اليوم الأخير ، وقد قال في أوله ولعله غير مراد في مثل هذا إذ لا وجه للتديين ا هـ سم على حج أقول : خرج بقوله في مثل هذا ما لو قال أنت طالق في أول الشهر ثم قال أردت بالأول النصف الأول من الشهر بمعنى الوقوع في آخر جزء من الخامس عشر مثلا فينبغي تديينه لاحتمال اللفظ لما قاله .



                                                                                                                            حاشية المغربي

                                                                                                                            ( فصل ) في تعليق الطلاق بالأزمنة ونحوها

                                                                                                                            ( قوله : أي معه ) لعله تفسير للباء في بأول ( قوله : وهو أول ليلة منه ) ينبغي زيادة لفظ أول أيضا لأن أول المذكور وصف لليلة قدم عليها وأضيف إليها ، وعبارة شرح المنهج : وهو أول جزء من ليلته الأولى ( قوله : بذاته ) [ ص: 12 ] يعني : الصائم ( قوله : لصدق ما علق به حينئذ ) تعليل للمتن وهو مكرر ( قوله : فإن أراد ما بعد ذلك ) لعله في خصوص الأولى




                                                                                                                            الخدمات العلمية