الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1091 - حدثنا حاتم بن إسماعيل ، عن محمد بن عجلان ، عن مكحول ، عن معاذ بن جبل ، أن الناس تخلفوا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلحقته ، فلما سمع حسي قال : " من هذا ؟ ابن جبل ؟ " قال : قلت : نعم ، يا رسول الله ، قال : " أين الناس ؟ " قلت : تخلفوا عنك ، وظنوا أنه ينزل عليك ، وكانت لي حاجة فأسرعت لها . قال : " وما هي ؟ " قال : قلت : أخبرني بعمل الجنة ؟ قال : " بخ بخ ، سألت عن . [ ص: 531 ] عظيم وإنه ليسير على من يسره الله (عليه : ) تعبد الله ، ولا تشرك به شيئا ، وتصلي الصلاة المكتوبة ، وتؤتي الزكاة المفروضة ، ألا أنبئك برأس هذا الأمر وعموده وذروة سنامه ؟ قال : رأسه الإسلام ، (فمن أسلم ، سلم) ، وعموده الصلاة ، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله ، ألا أنبئك بأبواب الخير : الصيام جنة ، والصدقة تمحو الخطيئة ، وقيام العبد في جوف الليل لله . قال : ثم تلا هذه الآية {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} ، حتى فرغ منها ، ألا أنبئك بأملك الناس من ذلك ، فأشار إلى لسانه ثلاثا ، قال : فقلت : وإنا لنؤاخذ بما نتكلم به ؟ فضرب منكبي ، ثم قال : " ثكلتك أمك يا معاذ ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا هذا اللسان ، إنك ما سكت سلمت ، وإذا تكلمت فلك أو عليك " .

التالي السابق


الخدمات العلمية