الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( ثأر ) في حديث محمد بن مسلمة يوم خيبر : " أنا له يا رسول الله الموتور الثائر " أي طالب الثأر ، وهو طالب الدم . يقال ثأرت القتيل ، وثأرت به فأنا ثائر : قتلت قاتله .

                                                          ( س ) ومنه الحديث : " يا ثارات عثمان " أي يا أهل ثاراته ، ويا أيها الطالبون بدمه ، [ ص: 205 ] فحذف المضاف ، وأقام المضاف إليه مقامه . وقال الجوهري : يقال يا ثارات فلان : أي يا قتلة فلان ، فعلى الأول يكون قد نادى طالبي الثأر ليعينوه على استيفائه وأخذه ، وعلى الثاني يكون قد نادى القتلة تعريفا لهم وتقريعا وتفظيعا للأمر عليهم ، حتى يجمع لهم عند أخذ الثأر بين القتل وبين تعريف الجرم . وتسميته وقرع أسماعهم به ; ليصدع قلوبهم فيكون أنكى فيهم وأشفى للنفس .

                                                          ومنه حديث عبد الرحمن يوم الشورى : " لا تغمدوا سيوفكم عن أعدائكم فتوتروا ثأركم " الثأر هاهنا العدو ; لأنه موضع الثأر ، أراد أنكم تمكنون عدوكم من أخذ وتره عندكم . يقال وترته إذا أصبته بوتر ، وأوترته إذا أوجدته وتره ومكنته منه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية