الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
21729 9486 - (22232) - (5 \ 259) عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دخلت الجنة فسمعت فيها خشفة بين يدي فقلت: ما هذا؟ " قال: بلال". قال: "فمضيت فإذا أكثر أهل الجنة فقراء المهاجرين وذراري المسلمين، ولم أر فيها أحدا أقل من الأغنياء والنساء. قيل لي: أما الأغنياء فهم هاهنا بالباب [ ص: 148 ] يحاسبون ويمحصون، وأما النساء فألهاهن الأحمران: الذهب والحرير". قال: "ثم خرجنا من أحد أبواب الجنة الثمانية، فلما كنت عند الباب أتيت بكفة فوضعت فيها، ووضعت أمتي في كفة، فرجحت بها ثم أتي بأبي بكر فوضع في كفة، وجيء بجميع أمتي فوضعت في كفة، فرجح أبو بكر. ثم أتي بعمر فوضع في كفة، وجيء بجميع أمتي فوضعوا فرجح عمر، وعرضت علي أمتي رجلا رجلا فجعلوا يمرون. فاستبطأت عبد الرحمن بن عوف، ثم جاء بعد الإياس فقلت: " عبد الرحمن" فقال: بأبي وأمي يا رسول الله، والذي بعثك بالحق ما خلصت إليك حتى ظننت أني لا أنظر إليك أبدا إلا بعد المشيبات. قال: وما ذاك؟ قال: من كثرة مالي أحاسب وأمحص".

التالي السابق


* قوله: "خشفة": - بفتح خاء معجمة وسكون شين معجمة أو فتحها -: الصوت والحركة.

* "ما هذا": الصوت.

* "بلال": أي: صوت بلال.

* "يحاسبون": - على بناء المفعول -، وكذا "يمحصون "؛ من التمحيص بمعنى: التطهير.

* "فألهاهم": من الإلهاء، وضمير "هم "، هكذا في النسخ، والظاهر "هن "، فكأن "هم " للمشاكلة؛ حيث ضمت النساء إلى الأغنياء.

* "الأحمران": فيه تغليب؛ حيث جعل الحرير أحمر؛ تغليبا للذهب عليه.

* "بكفة": كفة الميزان - بالكسر، والفتح لغة -.

* "فوضعت": - على بناء المفعول -.

* "فاستبطأت": على عدته بطيئا متأخرا.

* "بعد المشيبات": - بكسر الياء المشددة -: اسم فاعل من شيبه، أي: بعد [ ص: 149 ] العوارض التي تجعل الشاب شيخا، ومنه: "شيبتني هود".

وفي "المجمع": رواه أحمد، والطبراني بنحوه، وفيهما مطرح بن يزيد، وعلي بن يزيد، وهما مجمع على ضعفهما. وعبد الرحمن بن عوف أحد أصحاب بدر والحديبية، وأحد العشرة المشهورين المشهود لهم بالجنة، وهم أفضل الصحابة - رضي الله تعالى عنهم - انتهى، أي: والظاهر في الحديث خلل بالقرينة العقلية.

قلت: حديث في مثل هذا المعنى في مسند عائشة حكم عليه ابن الجوزي بالوضع، ويجيء ما يتعلق به هناك - إن شاء الله تعالى -.

* * *




الخدمات العلمية