الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
22903 [ ص: 442 ] 9976 - (23412) - (5 \ 401 - 402) عن حذيفة، وحدثنا محمد بن عبيد، وقال: سمعت حذيفة قال: كنا جلوسا عند عمر، فقال: أيكم يحفظ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتنة؟ قلت: أنا، كما قاله، قال: إنك لجريء عليها أو عليه، قلت: " فتنة الرجل في أهله وماله، وولده وجاره، يكفرها الصلاة والصدقة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".

قال: ليس هذا أريد ولكن الفتنة التي تموج كموج البحر، قلت: ليس عليك منها بأس يا أمير المؤمنين، إن بينك وبينها بابا مغلقا، قال: أيكسر أو يفتح؟ قلت: بل يكسر، قال: إذا لا يغلق أبدا، قلنا: أكان عمر يعلم من الباب؟ قال: نعم، كما يعلم أن دون غد ليلة.

قال وكيع في حديثه قال: فقال مسروق لحذيفة: يا أبا عبد الله، كان عمر يعلم ما حدثته به؟ قلنا: أكان عمر يعلم من الباب؟ قال: نعم، كما يعلم أن دون غد ليلة إني حدثته حديثا ليس بالأغاليط، فهبنا حذيفة أن نسأله من الباب، فأمرنا مسروقا فسأله، فقال: الباب عمر.


التالي السابق


* قوله: "إنك لجريء عليها": أي: قوي على حفظ المقالة.

* "أو عليه": أي: على حفظ القول.

* "فتنة الرجل في أهله": أي: ارتكابه الأمور غير اللائقة لأجل الأهل وغيره يغفر له بالحسنات على قاعدة: إن الحسنات يذهبن السيئات [هود: 114].

* "كما يعلم أن دون غد. . . إلخ": أي: كان يعلم علما قطعيا لا يمكن الشك فيه. [ ص: 443 ]

* "كان عمر يعلم ما حدثه به": كأنه وضع ضمير الغيبة موضع ضمير الخطاب، والأصل ما حدثته به.

* "ليس بالأغاليط": أي: ومثله قلما يجهله مثل عمر.

* * *




الخدمات العلمية