الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
262 - وهو ما حدثناه أبو القاسم بإسناده، عن أبي الدرداء، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: "إن الله، عز وجل، ينزل في ثلاث ساعات يبقين من الليل فيفتح الذكر في الساعة الأولى، الذي لم تره عين فيمحو الله ما يشاء ويثبت، ثم ينزل في الساعة الثانية إلى جنة عدن، وهي داره وهي مسكنه التي لم ترها عين ولم يخطر على قلب بشر، وهي مسكنه لا يسكنها معه من بني آدم إلا ثلاث: النبيون والصديقون والشهداء، ثم ينزل في الساعة الثالثة إلى السماء الدنيا وملائكته، فتنتفض فيقول: قومي بعزتي، ثم يطلع إلى عباده فيقول: هل من مستغفر فأغفر له؟ ألا من يسألني فأعطيه؟ ألا من داع فأجيبه؟ حتى تكون صلاة الفجر، ولذلك يقول الله: ( وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ) . [ ص: 265 ]

وهذا يسقط التأويل، لأنه قال: "ينزل في الساعة الثالثة إلى سماء الدنيا وملائكته"، فأثبت نزول ذاته ونزول ملائكته.

فإن قيل: يحتمل قوله: "ينزل وملائكته" معناه ينزل بملائكته، قيل: هذا غلط لأن حقيقة الواو للعطف والجمع، ولأنه قال في الخبر: "ألا من يسألني فأعطيه؟ ألا من داع فأجيبه؟" وهذا القول لا يكون لملك. الثالث: أنه إن جاز تأويل هذا على نزول ملائكته، جاز تأويل قوله: "ترون ربكم على رؤية ملائكته".

التالي السابق


الخدمات العلمية