الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( فصل )

والسنة أن يخطب بهم الإمام ببطن عرنة موضع المسجد قبل الوقوف يخطب ثم يصلي ، وهذه الخطبة سنة مجمع عليها ; قال أحمد : خطبة يوم عرفة لم يختلف الناس فيها ، وقد رواها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - جابر وابن عمر كما تقدم ، وابن عباس وجابر بن سمرة ، ونبيط بن شريط ، والعداء بن خالد ، وغيرهم ; سلمة بن نبيط عن أبيه - وكان قد حج مع النبي - صلى الله عليه وسلم - - قال : " رأيته يخطب يوم عرفة على بعيره " . رواه الخمسة إلا الترمذي .

[ ص: 499 ] وعن العداء بن خالد بن هوذة قال : " رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب الناس يوم عرفة على بعير قائما في الركابين " . رواه أحمد ، وأبو داود .

قال أصحابنا : إذا زالت الشمس خطبهم خطبة يعلمهم فيها المناسك من موضع الوقوف ، ووقت الدفع من عرفات ، وموضع صلاة المغرب والعشاء بمزدلفة ، والمبيت والغدو إلى منى للرمي والنحر ، والطواف والتحلل ، والمبيت بمنى لرمي الجمار ، زاد أبو الخطاب وقت الوقوف ، ولا حاجة إليه ، فإنه قد دخل لما روى يحيى بن حصين قال : سمعت جدي يقول : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [ ص: 500 ] يخطب بعرفات يقول : ( غفر الله للمحلقين ثلاث مرات ، قالوا : والمقصرين ؟ فقال : والمقصرين في الرابعة " . رواه أحمد .

وعن محمد بن قيس بن مخرمة : " أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطب يوم عرفة فقال يوم الحج الأكبر : إن من كان قبلكم من أهل الأوثان والجاهلية يفيضون إذا الشمس على الجبال كأنها عمائم الرجال ، ويدفعون من جمع إذا أشرقت على الجبال كأنها عمائم الرجال ، فخالف هدينا هدي الشرك والأوثان " . رواه أبو داود في المراسيل .

وفي حديث علي وغيره : " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقف بعرفة قال : وقفت هاهنا [ ص: 501 ] وعرفة كلها موقف ....

وعن ابن عمر : " أن عمر خطب الناس بعرفة : فعلمهم أمر الحج " . رواه مالك . فقد تبين أن هذه الخطبة ذكر فيها أمر الوقوف بعرفة ومزدلفة والحلق ، وقد ذكر - صلى الله عليه وسلم - في خطبته جوامع من أمور الدين والشريعة كما ذكر جابر بن عبد الله .

وعن جابر بن سمرة في حديثه ، في اثني عشر خليفة : " أنه سمع من النبي - صلى الله عليه وسلم - بعرفات وهو يخطب " . رواه أحمد .

وعن ابن عباس : ...

قال أصحابنا : ويخطب عقب الزوال ، ثم يأمر بالأذان ، وينزل فيصلي بالناس الظهر والعصر ، فتكون الخطبة بين والأذان .

قال أحمد : الصلاة قبل الخطبة . هكذا يصنع الناس ، لا يشرع في الأذان حتى يقضي الخطبة ; لأن حديث جابر الذي في الصحيح قال : " فأتى بطن الوادي وذكر خطبته ، فخطب الناس ، ثم أذن ، ثم أقام فصلى الظهر ، ثم أقام [ ص: 502 ] فصلى العصر " . رواه مسلم وغيره ... .

التالي السابق


الخدمات العلمية