الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرنا أبو العباس قاسم بن القاسم السياري، قال: حدثنا إبراهيم بن هلال البوسنجي، قال: حدثنا العلي بن الحسن بن شقيق، قال: حدثنا عبد المؤمن بن خالد الحنفي، قال: حدثنا عبد الله بن بريدة الأسلمي، عن أبي الأسود الدؤلي قال: قلت لمعاذ بن جبل: حدثني عن قصة الشيطان حين أخذته , فقال جعلني رسول الله صلى الله عليه وسلم على صدقة [ ص: 110 ] المسلمين، فجعلت التمر في غرفة، فوجدت فيها نقصانا، فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "هذا الشيطان يأخذه" .

                                        قال: فدخلت الغرفة فأغلقت الباب علي فجاءت ظلمة عظيمة فغشيت الباب، ثم تصور في صورة فيل، ثم تصور في صورة أخرى، فدخل من شق الباب، فشددت إزاري علي , فجعل يأكل من التمر قال: فوثبت عليه فضبطته فالتفت يداي عليه، فقلت: يا عدو الله، فقال: خل عني فإني كبير ذو عيال كثير، وأنا فقير، من جن نصيبين، وكانت لنا هذه القرية، قبل أن يبعث صاحبكم، فلما بعث أخرجنا منها؛ فلن أعود إليك، فخليت عنه، وجاء جبريل عليه السلام؛ فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بما كان، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح، فنادى مناد به: "أين معاذ بن جبل" فقمت إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما فعل أسيرك يا معاذ" ؟ فأخبرته فقال: "أما إنه سيعود فعد" .

                                        قال: فدخلت الغرفة، وأغلقت علي الباب، فدخل من شق الباب، فجعل يأكل من التمر، فصنعت به كما صنعت في المرة الأولى، فقال: خل عني فإني لن أعود إليك.

                                        فقلت: يا عدو الله.

                                        ألم تقل: لا أعود.

                                        قال: فإني لا أعود، وآية ذلك أنه لا يقرأ أحد منكم خاتمة البقرة فيدخل أحد منا في بيته تلك الليلة
                                        تابع زيد بن الحباب عبد المؤمن بن خالد الحنفي المروزي.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية