الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        [ ص: 173 ] باب ما جاء في استئذانه أزواجه في أن يمرض في بيت عائشة رضي الله عنها , ثم ما جاء في اغتساله وخروجه إلى الناس، وصلاته بهم وخطبته إياهم ونعيه نفسه إليهم، وإشارته إلى أمن الناس عليه في صحبته وماله ليدلهم بذلك على عظم شأنه وكبر محله عليه السلام

                                        أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان قال: أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار قال: أخبرنا ابن ملحان، قال: حدثنا يحيى بن بكير، عن الليث (ح) وأخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر العنبري قال: أخبرنا جدي يحيى بن منصور القاضي، قال: حدثنا أبو بكر عمر بن حفص السدوسي، قال: حدثنا عاصم بن علي، قال: حدثنا ليث بن سعد، عن عقيل بن خالد، عن ابن شهاب قال: أخبرنا عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: "لما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم، واشتد به الوجع، استأذن أزواجه في أن يمرض في بيتي، فأذن له، فخرج بين رجلين، تخط رجلاه في الأرض بين العباس، وبين رجل آخر" .

                                        قال عبيد الله: فأخبرت عبد الله بن عباس بالذي قالت عائشة؟ فقال لي: هل تدري من الرجل الآخر الذي لم تسمه عائشة؟ قلت: لا قال: علي رضي الله عنه.

                                        قال: وكانت عائشة تحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أدخل بيتي، فاشتد وجعه [ ص: 174 ] قال: "هريقوا علي من سبع قرب لم تحلل أوكيتهن لعلي أعهد إلى الناس" قالت عائشة: فأجلسناه في مخضب لحفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، ثم طفقنا نصب عليه من تلك القرب، حتى طفق يشير إلينا أن قد فعلتن، فخرج إلى الناس فصلى بهم، ثم ضبطهم
                                        رواه البخاري في الصحيح، عن يحيى بن بكير وسعيد بن عفير، عن الليث.

                                        أخرجه مسلم من وجه آخر عن الليث أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، ويحيى بن منصور القاضي قالا: أخبرنا أبو المثنى (ح) وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان قال: أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار، قال: حدثنا أحمد بن الهيثم الشعراني قالا: حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا فليح بن سليمان، عن أبي النضر سالم، عن عبيد بن حنين وبشر بن سعيد، عن أبي سعيد الخدري قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال: "إن عبدا خيره الله بين الدنيا وبين ما عند الله، فاختار الرجل ما عند الله" فبكى أبو بكر فعجبنا لبكائه , أن يخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل يخير.

                                        فكان المخير رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أبو بكر أعلمنا به فقال: لا تبك يا أبا بكر.

                                        إن أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذته، ولكن أخوة الإسلام ومودته لا يبقى في المسجد [ ص: 175 ] باب إلا سد إلا باب أبي بكر
                                        لفظ حديث ابن عبدان رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن سنان عن فليح، ورواه مسلم، عن سعيد بن منصور.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية