الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد الماليني قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: أخبرنا أبو يعلى، قال: حدثنا جعفر بن مهران السباك، قال: حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثنا حسين بن عبد الله، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما أرادوا أن يحفروا لرسول الله صلى الله عليه وسلم , فذكر الحديث الذي مضى في حفر قبره قال: فلما فرغ من جهاز رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الثلاثاء، وضع على سريره في بيته، وقد كان المسلمون اختلفوا في دفنه فقال قائل: ندفنه في مسجده، وقال قائل: يدفن مع أصحابه فقال أبو بكر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما قبض نبي إلا دفن حيث قبض، فرفع فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي توفي عليه، فحفر له تحته، ثم دعا الناس، إلى الصلاة عليه، على رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلون عليه أرسالا , الرجال حتى إذا فرغ منهم أدخل النساء , حتى إذا فرغ من النساء، دخل الصبيان.

                                        ولم يؤم الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد، ثم دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أوسط الليل، ليلة الأربعاء
                                        هكذا وجدته مدرجا في الحديث الأول.

                                        وكذلك رواه جرير بن حازم عن محمد بن إسحاق، وروى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق حديث الدفن واختلافهم في موضعه عن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسين أو محمد بن جعفر بن الزبير قال: لما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلفوا في دفنه، فقالوا: كيف ندفنه، مع الناس أو في بيوته؟ فقال أبو بكر: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما قبض الله نبيا [ ص: 261 ] إلا دفن حيث قبض.

                                        فدفن حيث كان فراشه، رفع الفراش، وحفر له تحته أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا أبو العباس، قال: حدثنا أحمد، قال: حدثنا يونس، عن ابن إسحاق فذكره , ويشبه أن يكون رواه من الوجهين جميعا، والله أعلم.

                                        فقد رواه الواقدي عن ابن أبي حبيبة عن داود بن الحصين، عن عكرمة عن ابن عباس، عن أبي بكر، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا أخبرناه أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرنا أبو عبد الله الأصبهاني، قال: حدثنا الحسن بن الجهم، قال: حدثنا الحسين بن الفرج، قال: حدثنا الواقدي، فذكره ورواه الواقدي أيضا.

                                        كما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو بكر القاضي قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني، قال: حدثنا محمد بن عمر، قال: حدثنا عبد الحميد بن جعفر، عن عثمان بن محمد الأخنسي، عن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع قال: لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم اختلفوا في موضع قبره فقال قائل: في البقيع، فقد كان يكثر الاستغفار لهم، وقال قائل: عند منبره، وقال قائل: في مصلاه، فجاء أبو بكر فقال: إن عندي من هذا خبرا وعلما، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ما قبض نبي إلا دفن حيث توفي وهو في حديث يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد، وفي حديث ابن جريج، عن أبيه، كلاهما عن أبي بكر الصديق، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية