الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن عمرو، قال: حدثنا محمد بن الهيثم، قال: حدثنا سعيد بن كثير بن عفير بن مسلم، قال: حدثنا عبد الحميد بن كعب بن علقمة بن كعب بن عدي التنوخي، عن عمر بن الحارث بن علقمة بن كعب بن عدي التنوخي، عن عمرو بن الحارث، عن ناعم بن أجيل، عن كعب بن عدي قال: أقبلت في وفد من أهل الحيرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فعرض علينا الإسلام فأسلمنا ثم انصرفنا إلى الحيرة، فلم نلبث أن جاءتنا وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فارتاب أصحابي، وقالوا: لو كان نبيا لم يمت، فقلت: قد مات الأنبياء قبله، وثبت على إسلامي، ثم خرجت أريد المدينة، فمررت براهب كنا لا نقطع أمرا دونه، فقلت له: أخبرني عن أمر أردته لقح في صدري منه شيء قال: ائت باسمك من الأشياء، فأتيته بكعب فقال: ألقه في هذا الشعر - لشعر أخرجه - ، فألقيت الكعب فيه فصفح فيه فإذا بصفة النبي صلى الله عليه وسلم كما رأيته , وإذا بموته في الحين الذي مات فيه صلى الله عليه وسلم، فاشتدت بصيرتي في إيماني، وقدمت على أبي بكر، فأعلمته، فأقمت عنده، فوجهني إلى المقوقس، فرجعت، فوجهني أيضا عمر بن الخطاب، فقدمت عليه بكتابه، فأتيته وقعة اليرموك ولم أعلم بها فقال لي: علمت أن الروم قتلت العدو، وهزمتهم، قلت: كلا قال: ولم؟ قلت: إن الله وعد نبيه صلى الله عليه وسلم أن يظهره على الدين كله، وليس يخلف الميعاد قال: إن نبيكم قد صدقكم، قتلت الروم , والله قتل عاد، ثم سألني عن وجوه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فأهدى إلى عمر وإليهم، وكان ممن أهدي إليه علي وعبد الرحمن والزبير، وأحسبه ذكر العباس قال : [ ص: 272 ] كعب: وكنت شريكا لعمر في البز في الجاهلية، فلما فرض الديوان، فرض لي في بني عدي بن كعب.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية