الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
المجلس السابع عشر

حديث فليقل خيرا أو لينصت  

حدثنا محمد بن يوسف بن يعقوب، أبو عمر القاضي، قال: حدثنا الحسن بن محمد، قال: حدثنا محمد بن معاوية النيسابوري، قال: حدثنا نهشل بن سعيد قال: حدثنا داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن علقمة، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو لينصت".

قال القاضي: هذا حديث غريب، والأخبار متظاهرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت".

وفي بعض الروايات: أو ليسكت. ولما أملى علينا أبو عمر هذا الخبر على من يليه كالمبتسم وإلى جنبه أبو بكر النيسابوري كالمتعجب المستغرب لهذه اللفظة، ومعنى هذه الألفاظ تتفق.

ونحو منه ما ورد الخبر به من قوله: رحم الله امرأ تكلم فغنم أو سكت فسلم.

وفي الكلام مما هو خير وصدق وعدل، وحق الأجر والفائدة، والغنيمة الباردة، وفي [ ص: 127 ] الصمت في مواطن الصمت الراحة والسلامة، والتنزه عما عاقبته المكروه والندامة، وقد ذكر في فضل النطق ومدح الصمت نثرا ونظما ما يطول إتيانه ويكثر تعداده، وليس هذا موضع الإتيان به، وجملة القول أن لكل واحد من الأمرين موضعا هو فيه أولى من صاحبه، وقد يعتدلان في بعض الأحوال ويتقاربان، وإن كانا في بعضهما يتفاوتان ويتفاضلان. وقد حدثنا عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقيقي قال: حدثنا الحسن بن عمر السبيعي، قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: الصبر هو الصمت، والصمت هو الصبر، ولا يكون المتكلم أورع من الصامت إلا رجل عالم يتكلم في موضعه ويسكت في موضعه.

التالي السابق


الخدمات العلمية