زوجات الرسول يسألنه النفقة
حدثنا أحمد بن سليمان بن داود، أبو عبد الله الطوسي، حدثنا قال: حدثني الزبير بن بكار، عبد الجبار بن سعيد المساحقي، حدثنا عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن موسى بن [ ص: 239 ] عقبة، أبي الزبير، عن جابر بن عبيد الله، قال: أبو بكر على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فوجد الناس محجوبين ببابه لم يؤذن لأحد منهم، فأذن فدخل، ثم أقبل لأبي بكر فاستأذن فأذن له، فوجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالسا وحوله نساؤه، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واجم، فقال عمر بن الخطاب عمر والله لأمازحن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولأقولن شيئا يضحكه، فقال: يا رسول الله! لو رأيت بنت خارجة سألتني آنفا النفقة، فقمت إليها فوجأت في عنقها. فضحك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم قال: فهن حولي كما ترى يسألنني النفقة، قال: فقام أبو بكر إلى فوجأ في عنقها، وقام عائشة عمر إلى فوجأ في عنقها، وكلاهما يقول: لم تسألن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما ليس عنده، فقلن: والله لا نسأل رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أبدا ما ليس عنده. حفصة استأذن
تعليق وشرح لغوي
قال القاضي: قول الراوي في هذا الخبر ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: واجم، الواجم: الحزين، والوجوم: الحزن والفتور، يقال: وجم يجم وجوما فهو واجم، مثل وقف يقف وقوفا فهو واقف. "
قال الأعشى ميمون بن قيس:
هريرة ودعها وإن لام لائم غداة غد أم أنت للبين واجم
وقول عمر: فوجأت عنقها، معناه أنه صك عنقها بيده أو غيرها، ومن العرب من يترك الهمز فيه، كما قال الشاعر:
وكنت أذل من وتد بقاع يوجئ رأسه بالفهر واجي
وقيل: إن الشاعر اضطر فترك الهمز لإقامة الوزن في البيت، كما قال الآخر:
سالت هذيل رسول الله فاحشة ضلت هذيل بما سالت ولم تصب
يريد: سألت.
وقال آخر:
فارعي فزارة لا هناك المرتع
يريد: هنأك.