المجلس السابع والثلاثون
من هدي النبوة
حدثنا أبو عبد الله الواسطي أحمد بن عمرو بن عثمان ، قال: حدثنا يعقوب بن إسحاق الفلوسي أبو يوسف ، قال: حدثنا ، قال: حدثنا محمد بن عرعرة سكين بن أبي سراج أبو عمرو الكلبي ، عن عبد الله بن دينار ، عن ، قال: ابن عمر نادى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله: أي الناس أحب إلى الله؟ قال: أنفعهم للناس، قال: فأي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: سرور تدخله على مسلم تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي لأخ لي مسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهرا يعني مسجد المدينة، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه لأمضاه ملأ الله قلبه يوم القيامة رضى، ومن مشى مع أخ له مسلم في حاجة حتى يثبتها له ثبت الله قدمه يوم تزل الأقدام، وسوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل.
رواية أخرى للحديث
حدثنا محمد بن القاسم بن زكريا المحاربي ، قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق الراشدي ، قال: حدثنا داهر بن نوح ، قال: حدثنا أبو زيد الأنصاري ، قال: حدثني عبد الصمد بن سليمان ، عن سكين بن أبي سراج ، قال: حدثنا عبد الله بن دينار ، عن ، عن ميمون بن مهران : ابن عباس أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! أي الأعمال أحب إليك؟ قال: أنفعهم للناس، وإن من أحب الأعمال إلى الله تعالى، سرورا تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تسد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخ لي في حاجة أحب إلي من أن أعتكف شهرين في المسجد، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه لأمضاه ملأ الله قلبه يوم القيامة رضا، ومن مشى مع أخ له في حاجة حتى يثبتها ثبت الله قدمه يوم تزل الأقدام، وسوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل.
[ ص: 278 ] تعقيب للمؤلف
قال القاضي : وقد روينا في هذه الجملة ونحوها أخبارا كرهنا الإطالة باستيعابها، واكتفينا بما أثبتناه في هذا الموضع منها، وفيها من إعلام النبي صلى الله عليه وسلم بما ذكره فيها من مكارم الأفعال، ومحاسن الأعمال، وحضه عليها، ووصفه ما أنبأ عنه من الفضل مما يدعو كل ذي بصيرة إلى الانقطاع إليه، والمواظبة عليه، وقوة الرغبة فيه، والمنافسة في وفور الحظ منه، وهو مؤكد لما استقر في نفوس ذوي الفطن السليمة حسنه وشرفه، واستحقاق الأخذ به من الإجلال والتعظيم، والتشريف والتقديم، مع عظيم ما يرجى لمن تخلق به من أهل الإيمان بالله ورسوله، من جزيل الثواب، والفوز في المنقلب والإياب، والأمن من سوء الحساب، وأليم العذاب.