حدثنا محمد بن الفتح القلانسي، قال: أخبرنا ابن أبي عمرو الشيباني، عن أبيه، عن أبي عبد الرحمن الطائي، قال: قال لي عبد الله بن زيد القيسي: بينا أنا واقف على رأس وبين يديه سماطان من وجوه الناس إذ أقبل شاب لم أر في مثل جماله وكماله، حتى دنا من ابن هبيرة فسلم عليه بالإمرة فقال: له: أصلح الله الأمير، امرؤ قدحته كربة، وأوحشته غربة، ونأت به الدار، وحل به عظيم، خذله أخلاؤه، وشمت به أعداؤه، وأسلمه البعيد، وجفاه القريب، فقمت مقاما لا أرى لي معولا ولا حازبا إلا الرجاء لله تعالى وحسن عائدة الأمير، وأنا أصلح الله الأمير ممن لا تجهل أسرته ولا تضيع حرمته، فإن رأى الأمير - أصلحه الله - أن يسد خلتي ويجبر خصاصتي يفعل، فقال ابن هبيرة من الرجل؟ قال: من الذين يقول لهم الشاعر: ابن هبيرة:
فزارة بيت العز والعز فيهم فزارة قيس حسب قيس فعالها لها العزة القصوى مع الشرف الذي
بناه لقيس في القديم رجالها وهل أحد إن مد يوما بكفه
إلى الشمس في مجرى النجوم ينالها لهيهات ما أعيا القرون التي مضت
مآثر قيس واعتلاها فعالها
ألم تر مفتاح الفؤاد لسانه إذا هو أبدى ما يقول من الفم
وكائن ترى من صاحب لك معجب زيادته أو نقصه في التكلم
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده فلم يبق إلا صورة اللحم والدم
ومن هاب أسباب المنايا ينلنه ولو نال أسباب السماء بسلم