عبد الملك وزوجه فينال حكمه يصلح بين
حدثنا الحسن بن أحمد الكلبي، حدثنا محمد بن زكريا، حدثنا عبد الله بن الضحاك المصري، قال: حدثنا الهيثم بن عدي الطائي، قال: حدثني أبي.
أن كان من أشد الناس حبا لامرأته عبد الملك بن مروان عاتكة بنت يزيد بن معاوية، وأمها أم كلثوم بنت عبد الله بن عامر بن كريز، قال: فغضبت عليه - يعني على عبد الملك - وكان بينهما باب فحجبته وأغلقت ذلك الباب، فشق على عبد الملك فشكا إلى خاصته، فقال له عمر بن بلال الأسدي: مالي عنك إن رضيت؟ قال: حكمك، قال: فأتى عمر بن بلال بابها باكيا، فخرجت إليه حاضنتها ومواليها وجواريها، فقلن: ما لك؟ فقال: فزعت إلى عاتكة ورجوتها، فقد علمت مكاني من أمير المؤمنين معاوية ومن يزيد بعده، فقلن: ما لك؟ قال: كان لي ابنان لم يكن لي غيرهما فقتل أحدهما صاحبه، فقال أمير المؤمنين: أنا قاتل الآخر، فقلت: أنا الولي وقد عفوت. فقال: لا أعود الناس هذه العادة.
ورجوت الله تعالى أن يحيا ابني هذا، فدخلن عليها فذكرن لها ذلك، فقالت: فما أصنع مع غضبي عليه، وما أظهرت له؟ فقلن: إذا والله يقتل ابنه.
فلم يزلن بها حتى دعت بثيابها فلبستها، ثم خرجت إليه من الباب، فأقبل خديج الخادم، فقال: يا أمير المؤمنين! عاتكة قد أقبلت، فقال: ويلك! ما تقول؟ قال: قد - والله - طلعت.
قال: فأقبلت فسلمت فلم يرد، فقالت: أما - والله لولا عمر بن بلال ما جئت قط، فلا بد أن تهب لي ابنه، فإنه الولي وقد عفا. قال: إني أكره أن أعود الناس هذه العادة.
فقالت: نشدتك الله يا أمير المؤمنين، فقد عرفت مكانه من أمير المؤمنين معاوية ومن يزيد.
فلم تزل به حتى أخذت رجله فقبلتها، فقال: هو لك. فلم يبرحا حتى اصطلحا.
قال: ثم راح عمر بن بلال إلى عبد الملك، فقال له: رأينا ذلك الأمر، حاجتك؟ قال: مزرعة بعبيدها وما فيها، وألف دينار، وفرائض لولدي وأهل بيتي، وإلحاق عمالي. قال: ذلك لك.