حدثنا محمد بن القاسم الأنباري، حدثنا أحمد بن يحيى، قال: قال بعض أصحاب العتابي: رأيت العتابي ينظر في كتاب ويلتفت إلي ويقول: هو والله أشعر الناس، فقلت: ومن هو؟ قال: أما تعرفه؟ هو الذي يقول:
إذا نحن أثنينا عليك بصالح فأنت الذي نثني وفوق الذي نثني     وإن جرت الألفاظ يوما بمدحة 
لغيرك إنسانا فأنت الذي نعني 
فقلت له: من هو؟ قال: أو ما تعرفه؟ هو الذي يقول:
تسترت من دهري بظل جناحه     فصرت أرى دهري وليس يراني 
فلو تسل الأيام ما اسمي لما درت     وأين مكاني ما عرفن مكاني 
ويروى: فلو تسأل الأيام بي ما عرفنني، ويروى: ما درين بي، فقلت: من هو؟ قال: هو الذي يقول:
إن السحاب لتستحيي إذا نظرت     إلى نداك فقاسته بما فيها 
حتى تهم بإقلاع فيجمعها     خوف العقوبة من عصيان منشيها 
فقلت: لمن هو؟ قال: لأبي نواس .
				
						
						
