الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
التخلص البارع

حدثنا محمد بن مزيد الخزاعي، قال: حدثنا الزبير بن بكار، قال: حدثني إسحاق بن إبراهيم التميمي، قال: سمعت الفضل بن الربيع يحدث عن أبيه، قال: كنا وقوفا على رأس المنصور وقد طرحت للمهدي وسادة، إذ أقبل صالح ابنه فوقف بين السماطين والناس على مقادير أسنانهم ومواضعهم، وقد كان يرشحه لبعض أموره، فتكلم فأجاد، ومد المنصور يده إليه ثم قال: يا بني إلي واعتنقه، ونظر في وجوه أصحابه: هل يذكر أحد فضله، ويصف مقامه؟ فكلهم كره ذلك، فقام شبة بن عقال بن معية بن ناجية التميمي، فقال: لله در خطيب قام عندك يا أمير المؤمنين! ما أفصح لسانه، وأحسن بيانه، وأمضى جنانه، وأبل ريقه وكيف لا يكون كذلك وأمير المؤمنين أبوه والمهدي أخوه، وهما كما قال زهير بن أبي سلمى:


يطلب شأو امرأين قدما حسنا نالا الملوك وبذا هذه السوقا     هو الجواد فإن يلحق بشأوهما
على تكاليفه فمثله لحقا     أو يسبقاه على ما كان من مهل
فمثل ما قدما من صالح سبقا



قال الربيع: فأقبل علي أبو عبيد الله فقال: والله ما رأيت مثل هذا تخلص، أرضى أمير المؤمنين، ومدح الغلام، وسلم من المهدي.

قال: والتفت إلى المنصور فقال: يا ربيع! لا ينصرفن التميمي إلا بثلاثين ألف درهم.
 

[ ص: 246 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية