حدثنا محمد بن مزيد الخزاعي، قال: حدثنا قال: حدثني الزبير بن بكار، إسحاق بن إبراهيم التميمي، قال: سمعت الفضل بن الربيع يحدث عن أبيه، قال: المنصور وقد طرحت للمهدي وسادة، إذ أقبل صالح ابنه فوقف بين السماطين والناس على مقادير أسنانهم ومواضعهم، وقد كان يرشحه لبعض أموره، فتكلم فأجاد، ومد المنصور يده إليه ثم قال: يا بني إلي واعتنقه، ونظر في وجوه أصحابه: هل يذكر أحد فضله، ويصف مقامه؟ فكلهم كره ذلك، فقام شبة بن عقال بن معية بن ناجية التميمي، فقال: لله در خطيب قام عندك يا أمير المؤمنين! ما أفصح لسانه، وأحسن بيانه، وأمضى جنانه، وأبل ريقه وكيف لا يكون كذلك وأمير المؤمنين أبوه والمهدي أخوه، وهما كما قال زهير بن أبي سلمى:
يطلب شأو امرأين قدما حسنا نالا الملوك وبذا هذه السوقا هو الجواد فإن يلحق بشأوهما
على تكاليفه فمثله لحقا أو يسبقاه على ما كان من مهل
فمثل ما قدما من صالح سبقا
قال الربيع: فأقبل علي فقال: والله ما رأيت مثل هذا تخلص، أرضى أمير المؤمنين، ومدح الغلام، وسلم من أبو عبيد الله المهدي.
قال: والتفت إلى المنصور فقال: يا ربيع! لا ينصرفن التميمي إلا بثلاثين ألف درهم. كنا وقوفا على رأس
[ ص: 246 ]