حدثنا محمد بن الحسن بن دريد ، قال: أخبرنا عبد الرحمن ، عن عمه، قال: ، يقول: ما سمعت بأشعر من القائل: جعفر بن سليمان
إذا رمت منها سلوة قال شافع من الحب ميعاد السلو المقابر
فقلت: أشعر منه الأحوص حيث يقول:
سيبقى لها في مضمر القلب والحشا سريرة ود يوم تبلى السرائر
قال سمعت القاضي : بيت الأحوص أوفى معنى، وتقصير البيت المقدم عنه في المعنى الذي قصده الشاعران، أجلى وأظهر من أن يخفى من وجوه شتى منها: أن الأول، قال: إذا رمت عنها سلوة، والآخر أومأ إلى اتصال وده وامتناع انقطاعه وتصرمه، وقال الأول: إن الذي يثنيه عن السلوة شافع يصرفه عنها بعد رومه إياها، وجعل الأول وقت السلو حتى [ ص: 287 ] تجنه وأهلها القبور، وصيره ميعادا ينتظره من رام السلوة، فهذا نقد متيسر ظاهر لمتأمله، وإن لم يقل في جهبذة هذا الشأن وطبقته.