الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
بيتان في المحبة والتفضيل بينهما

حدثنا محمد بن الحسن بن دريد ، قال: أخبرنا عبد الرحمن ، عن عمه، قال: سمعت جعفر بن سليمان ، يقول: ما سمعت بأشعر من القائل:


إذا رمت منها سلوة قال شافع من الحب ميعاد السلو المقابر



فقلت: أشعر منه الأحوص حيث يقول:


سيبقى لها في مضمر القلب والحشا     سريرة ود يوم تبلى السرائر



 قال القاضي : بيت الأحوص أوفى معنى، وتقصير البيت المقدم عنه في المعنى الذي قصده الشاعران، أجلى وأظهر من أن يخفى من وجوه شتى منها: أن الأول، قال: إذا رمت عنها سلوة، والآخر أومأ إلى اتصال وده وامتناع انقطاعه وتصرمه، وقال الأول: إن الذي يثنيه عن السلوة شافع يصرفه عنها بعد رومه إياها، وجعل الأول وقت السلو حتى [ ص: 287 ] تجنه وأهلها القبور، وصيره ميعادا ينتظره من رام السلوة، فهذا نقد متيسر ظاهر لمتأمله، وإن لم يقل في جهبذة هذا الشأن وطبقته.

التالي السابق


الخدمات العلمية