الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ما لهذا حسنة ولا لك سيئة

حدثنا محمد بن القاسم الأنباري ، قال : حدثنا أبي ، عن المغيرة ، عن هارون ، قال : حدثني عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون ، قال : كنا نأتي المغيرة بن عبد الرحمن فجاءه يوما مولى له يقال له كبة ، وكان شيخا كبيرا ، فقال له المغيرة : يا كبة ! بالله حدثنا بعض ما كان في شبابك ، فقال : نعم ، دخلنا مرة بيت مغنية أنا وثلاثة من مزاحي المدينة ، فغنت صوتا ، فقال لها أحدهم : أسأل الله تعالى ألا ينزل لي حسنة إلا كتبها لك ، ثم غنت صوتا آخر ، فقال لها الآخر منهم : بأبي أنت ، غرك والله ، لا والله ما له حسنة ، ولكن أسأل الله تعالى ألا ينزل لك سيئة إلا كتبها علي ، ثم غنت صوتا آخر ، فقال لها الثالث : غراك والله ، لا والله ما لهذا حسنة ولا كرامة له ، ولا لك سيئة ، ولكن أسأل الله تعالى ألا يخرجك من الدنيا حتى تريه أعمى يقاد .  

[ ص: 333 ] قال القاضي : قد قال جميل في نحو هذا :


ألا ليتني أعمى أصم تقودني بثينة لا يخفى علي كلامها

التالي السابق


الخدمات العلمية