حدثنا محمد بن القاسم الأنباري ، قال : حدثنا أبي ، عن المغيرة ، عن هارون ، قال : حدثني عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون ، قال : المغيرة بن عبد الرحمن فجاءه يوما مولى له يقال له كبة ، وكان شيخا كبيرا ، فقال له المغيرة : يا كبة ! بالله حدثنا بعض ما كان في شبابك ، فقال : نعم ، دخلنا مرة بيت مغنية أنا وثلاثة من مزاحي المدينة ، فغنت صوتا ، فقال لها أحدهم : أسأل الله تعالى ألا ينزل لي حسنة إلا كتبها لك ، ثم غنت صوتا آخر ، فقال لها الآخر منهم : بأبي أنت ، غرك والله ، لا والله ما له حسنة ، ولكن أسأل الله تعالى ألا ينزل لك سيئة إلا كتبها علي ، ثم غنت صوتا آخر ، فقال لها الثالث : غراك والله ، لا والله ما لهذا حسنة ولا كرامة له ، ولا لك سيئة ، ولكن أسأل الله تعالى ألا يخرجك من الدنيا حتى تريه أعمى يقاد . كنا نأتي
[ ص: 333 ] قال القاضي : قد قال جميل في نحو هذا :
ألا ليتني أعمى أصم تقودني بثينة لا يخفى علي كلامها