حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي ، قال : حدثنا محمد بن عجلان أبو بكر ، قال : حدثني عن حماد بن إسحاق ، أبيه ، قال : حدثني محمد بن عبد الحميد بن إسماعيل بن عبد الحميد بن يحيى ، عن عمه أيوب بن إسماعيل ، قال : الوليد كتب إلى عامله بالمدينة : أن أشخص إلي عطرد المغني قال عطرد : فدفع إلي العامل الكتاب فقرأته ، وقلت : سمعا وطاعة .
فدخلت عليه في قصره وهو قاعد على شفير بركة ليست بالكبيرة ، يدور فيها الرجل سباحة ، فوالله ما كلمني كلمة حتى قال : أعطرد ؟ فقلت : لبيك يا أمير المؤمنين ، قال : غنني حي الحمول . قال لما استخلف عطرد : فغنيت :
حي الحمول بجانب العزل إذ لا يناسب شكلها شكلي الله أنجح ما طلبت به
والبر خير حقيبة الرحل إني بحبلك واصل حبلي
وبريش نبلك رائش نبلي وشمائلي ما قد علمت وما
نبحت كلابك طارقا مثلي
فلما كان من الغد دعاني في مثل ذلك الوقت ، وهو قاعد في مثل ذلك الموضع ، فقال : عطرد ؟ قلت : لبيك يا أمير المؤمنين ، قال : غنني ، فغنيته :
[ ص: 353 ]
أيذهب عمري هكذا لم أنل منه مجالس تشفي قرح قلبي من الوجد
وقالوا : تداوى إن في الطب راحة فعزيت نفسي بالدواء فلم يجد
قلت : أفلا يأذن لي أمير المؤمنين فأقبل يده وأتزود نظرة إلى وجهه ، قال : لا ، قال عطرد : فخرجت من عنده فما تكلمت بشيء من هذا حتى دخلت الهاشمية .
قوله : وقالوا : تداوى . خرجه على الأصل لإقامة الوزن ، وقد بينا هذا فيما مضى بشواهده .