التدليس في الحديث  
قال القاضي أبو الفرج :  والتدليس في الحديث كثير ، والمدلسون من أهله كثير ، وكذلك الإرسال وكان شعبة  ينكر التدليس ، ويقول فيه ما يتجاوز الحد مع كثرة روايته عن المدلسين ، وشاهدت من كان مدلسا من أعلام أهل العلم المحدثين كالأعمش   وسفيان الثوري   وسفيان بن عيينة   وهشيم بن بشير  وغيرهم ، والمدلس من هؤلاء ليس بكذاب في روايته ، ولا مجروح في عدالته ، ولا مغموص في أمانته ، وأعلام الفقهاء يحتجون في الدين بنقله ، وكان  الشافعي  لا يرى ما يرويه المدلس حجة ، إلا أن يقول في روايته : حدثنا أو أخبرنا أو سمعت ، وقد وجدناه لشعبة مع سوء قوله في التدليس في عدة أحاديث رواها ، وجمعنا ذلك في موضع هو أولى به ، قال القاضي :  وفي ظاهر هذه الحكاية عن شعبة  أنه قد انتهك من حرمة هذا الرجل ما هو حمى محظور ، وإلى الله تصير الأمور ، وفي ما يصلح إثبات مثله في هذا الكتاب ، من الأخبار المدلسة وأحوال المدلسين ما يتسع ، فلعلنا نأتي منه بجملة فيما نستقبل إن شاء الله . 
				
						
						
