حدثنا محمد بن الحسن بن دريد قال حدثنا أبو حاتم قال قال أبو عبيدة : ذكرت بنو سليم العباس يعين ابن مرداس ندم على ما كان منه في خفاف ، قال فقال في مجمع من قومه : جزى الله أن خفافا والرحم عني شرا ، كنت أخف بني سليم من دمائهم ظهرا ، وأخمصهم من أذاها بطنا ، فأصبحت ثقيل الظهر من دمائها ، منفضج البطن من أذاها وأصبحت العرب تعيرني بما كان مني ، وايم الله لوددت أني كنت أصم عن هجائه ، أخرس عن جوابه ولم أبلغ من قومي ما بلغت ، ثم قال :
ألم تر أني كرهت الحروب وأني ندمت على ما مضى ندامة زار على نفسه
وتلك التي عارها يتقى وأيقنت أني بما جئته
من الأمر لابس ثوبي خزا حياء ومثلي حقيق به
ولم يلبس الناس مثل الحيا وكانت سليم إذا قدمت
فتى للحوادث كنت الفتى وكنت أفيء عليها النهاب
وأبلي عليها وأحمي الحمى ولم أوقد الحرب حتى رمى
خفاف بأسهمه من رمى فألهبت حربا بأصبارها
ولم أك فيها ضعيف القوى
فإن تعطف اليوم أحلامها ويرجع من ودها ما نأى
فلست فقيرا إلى حربها ولا بي عن سلمها من غنى
أعباس إما كرهت الحروب فقد ذقت من حرها ما كفى
وألقحت حربا لها درة زبونا تسعرها باللظى
ولما ترقيت في غيها دحضت وزل بك المرتقى
وأصبحت تبكي على زلة وماذا يرد عليك البكا
فإن كنت أخطأت في حربنا فلسنا مقيليك ذاك الخطا
وإن كنت تطمع في صلحنا فحاول ثبيرا وركني حرا