الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
المجلس السادس والستون

يذهب إلى دمشق ليسمع حديثا من أبي الدرداء

أخبرنا القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا قراءة عليه قال حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي ، قال حدثنا محمود بن خداش ، قال حدثنا محمد بن يزيد الواسطي ، قال حدثنا عاصم بن رجاء بن حيوة عن قيس بن كثير قال : قدم رجل من المدينة إلى أبي بالدرداء وهو بدمشق ، فقال : ما أقدمك يا أخي؟ قال : حديث بلغني أنك تحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : أما جئت لحاجة؟ قال : لا ، قال : ما قدمت لتجارة؟ قال : ما جئت إلا في طلب هذا الحديث ، قال : فإني سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يقول : من سلك طريقا يبتغي به علما سلك الله به طريقا إلى الجنة ،  وإن الملائكة لتضع أجنحتها إرضاء لطالب العلم ، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء ، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ، وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما أورثوا العلم ، فمن أخذه فقد أخذ بحظ وافر .

قال القاضي : هذا خبر قد كتبناه عن عدد من الشيوخ ، وروينا في معناه عن النبي صلى الله عليه وسلم وأئمة العلماء من السلف والخلف . واستقصاء القول في شرف العلم وفضله ،  وارتفاع [ ص: 489 ] منزلته ، وعلو شأن اقتباسه وحمله ، وجلالة القائمين بروايته ونقله ، مما يصعب ويبعد ويتعب المتعاطي له ولا يتيسر ، ونحن نأتي بالشيء بعد الشيء في المجلس بعد المجلس فيسهل مورده ، ويعظم على الناظر فيه الانتفاع به ، وبالله نستعين فإنه خير معين .

التالي السابق


الخدمات العلمية