المجلس السابع والستون
معالجة لشهود الزور محارب بن دثار
أخبرنا المعافى قال حدثنا نصر بن بيزويه المعروف بابن أبي منصور الشيرازي في شهر ربيع الآخر سنة تسع عشرة وثلاثمائة قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم شاذان قال حدثنا قال حدثني سعد بن الصلت هارون بن الجهم أبو الجهم القرشي عن عبد الملك بن عمير القبطي قال : كنت عند محارب بن دثار الذهلي وهو في قضائه حتى تقدم إليه رجلان ، فادعى أحدهما قبل الآخر حقا فأنكره ، فقال : ألك بينة؟ قال : نعم فلان . فقال له الرجل المدعي قبله : إنا لله وإنا إليه راجعون ، والله لئن شهد علي ليشهدن بزور ، ولئن سألني عنه لأزكينه ، فلما جاء الشاهد حدثني محارب بن دثار : عبد الله بن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : وما يكلم شاهد الزور ولا تقار قدماه على الأرض حتى يقذف به في النار . إن الطير يوم القيامة لتضرب بمناقيرها وتقذف ما في حواصلها وتحرك أذنابها من هول يوم القيامة ، ثم قال للرجل : بم تشهد؟ قال كنت شهدت على شهادة وقد نسيتها ، أرجع فأتذكرها ، فرجع ولم يشهد عليه بشيء . قال
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن شاذان أبو الحسين البزاز قال حدثنا أبو بكر سليمان بن داود بن كثير الكندي قال : شهد رجل على رجل عند وكان محارب بن دثار ، محارب متكئا ، فقال المشهود عليه : والله الذي تقوم السماء والأرض بأمره ما شهد علي إلا بزور ، وما علمت إلا خيرا إلا هذه الشهادة ، وإنما ذلك لحقد له علي ، فاستوى محارب جالسا ثم قال : يا هذا سمعت يقول ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ابن عمر وتضع الطير ما في حواصلها ، وتضرب بأذنابها ولا ذنب عليها ، يأتي على الناس [ ص: 497 ] يوم تشيب فيه الولدان ، وتضع الحوامل ما في بطونها ، فإن كنت شهدت على حق فأقم على شهادتك ، وإن كنت شهدت على باطل فاتق الله تعالى وغط رأسك ، واخرج من هذا الباب ، فغطى الرجل رأسه وخرج من الباب .