يشكو والي السماوة إلى عبد الملك
حدثنا محمد بن الحسن بن دريد قال أخبرنا أبو عثمان المازني عن التوزي عن أبي عبيدة قال : صدقات عبد الملك بن مروان كلب رجلا من بني أمية ، وكانت الروم قد نزعته ، وكان أشقر غضا ، فدخل أعرابي جلف جاف على عبد الملك في جفة الناس ، فلما مثل بين يديه قال يا إنسان إنك مدبر مربوب ، قال : أجل فما تشاء؟ قال : قد احتجبت بهذه المدرة ووليت خطابنا أصهب غضا كالقرعوش طمطمانيا أطوما كأن وجهه جهوة قرد قد قشر بصرها ، وكأن فاه سرم أتان ، قد قاشها عير فهي ترمز ، إن كشرت بسر ، وإن خاطبت نهر ، وإن تألفت زبر ، فلا الكلام مدفوع ، ولا القول مسموع ، ولا الحق متبوع ، ولا الجور مردوع ، ولنا ولك مقام فيه ينصف الخصام ، وترجف الأقدام ، وينتصف المظلوم ، وينعش المهضوم؛ ها إن ملكك هناك زائل ، وعزك حائل ، وناصرك خاذل ، والحاكم عليك عادل؛ فاكبأن عبد الملك وتضاءلت أقطاره وترادت عبراته في صدره ، ثم قال : لله أبوك ، أي ظلم نالك منا حتى أجاءك إلى هذا المقال؟ قال : ساعيك في السماوة ، نهاره لهو ، ومقاله لغو ، وغضبه سطو ، يجمع المباقط ويحتجن المشائط ويستنجد العمارط ، فأمر عبد الملك بصرف العامل . ولي