حدثنا محمد بن الحسن بن دريد قال : أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال : كان بحمى ضرية عجوز من بني أبي بكر بن كلاب يتحدث قومها عن سروها وعقلها ، فأخبرني من حضرها وقد مات ابن لها وقد كان واحدها ، وقد طالت علته فأحسنت تمريضه ، فلما فاظ قعدت بفنائها وحضرها قومها فأقبلت على شيخ منهم فقالت : يا فلان أو يا أبا فلان ما أحق من ألبس العافية وأسبغت عليه النعمة فاعتدلت به الفطرة أن لا يعجز عن التوقي لنفسه قبل حل عقدته ، والحلول بعقوته ، والحيال بينه وبين نفسه ، ثم أنشأت تقول :
هو ابني وأنسى أجره لي وعزني على نفسه رب إليه ولاؤها     فإن أحتسب أوجر وإن أبكه أكن 
كباكية لم يغن شيئا بكاؤها 
تفسير بعض الألفاظ
قال القاضي : في هذا الخبر أن هذه المرأة قالت : والحيال بينه وبين نفسه ولا يعرف الحيال في هذا الموضع وإنما يقال : حالت الناقة أو الشاة حيالا إذا لم تلقح وهي حائل . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في سبي أوطاس : لا تقربوا حاملا حتى تضع ولا حائلا حتى تحيض .
ومن الحيال قول الشاعر :
قربا مربط النعامة مني     لقحت حرب وائل عن حيال 
وأما الحول بين الشيء وغيره من قول الله تعالى : واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وقوله : وحال بينهما الموج وقوله : وحيل بينهم وبين ما يشتهون وهذا معنى اللفظة الواردة في هذا الخبر فإنه يقال فيه : حلت بين الرجلين حولا وحؤولا .
وقوله : والحلول بعقوته يقال : ساحة الدار وباحتها وقاعتها وعقوتها كما قال الشاعر :
فمن بعقوته كمن بنجوته     والمستكن كمن يمشي بقرواح 
				
						
						
