الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
حين تأتي حماد عجرد في استرداد غلام آبق

حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي قال حدثنا محمد بن القاسم بن خلاد قال أخبرنا عمر بن حماد عجرد وكان حماد يكنى به قال : آخر شعر قاله أبي أنا كنا بواسط فأبق له غلام فبلغنا أنه بالكوفة ، فوجه أبي في طلبه ، فأخبرت أنه عند ابن أخي إسحاق بن الصباح الكندي ، وكان على الكوفة ، فلم أصل إلى الغلام ، فكتبت إلى أبي بخبره وقلت : انظر من يثقل على إسحاق فخذ كتابه يشفع لك عنده ، قال : فكتب إلي :


أما كتابك يا بني فإنه جزع وليس بحازم من يجزع     انظر وصيتي التي أوصيكها
فاعمل بها إن كنت مني تسمع     لا تطلبن إلى الأمير شفاعة
إن الشفاعة عنده لا تنفع     ولو أن ذلك في الحكومة نافعي
عند الأمير لكان لي من يشفع     لكنه وكثيرة آلاؤه
وسماؤه بالغيث ليست تقلع     إن كان يطلب للصنيعة موضعا
حسنا فعندي للصنيعة موضع     ما كان إسحاق ليصنع بابنه
في الحكم إلا مثل ما بك يصنع     فإذا قضى فاقنع فإن قضاءه
لي إن قضى لي أو علي لمقنع

قال الحسين : فأنشدتها في مسجد الكوفة فتلقفها أهل الكوفة فبلغت إسحاق فأرسل إلي فقال : يا ابن أخير أنت هاهنا مقيم ولم تعلمني؟ وأمر بالغلام فرد علي ووصلني بخمسمائة درهم ، فانصرفت إلى أبي فوجدته قد مات
  .

التالي السابق


الخدمات العلمية