قال القاضي: زياد للأحنف " تنازعني فيه مخلوجة ": أي: تعترضني فيه عارضة متعرجة ليست على سمت ولا استقامة، فتقطعني عن الاستمرار فتجذبني إلى الانحراف عن المحجة إلى الشبهة المؤدية إلى الحيرة، قال قول امرؤ القيس:
نطعنهم سلكى ومخلوجة كرك لامين على نابل
ويروى كر كلامين، وفي رواية هذا البيت وتفسيره اختلاف، وشرحه مستقصى في غير هذا الموضع. وأصل الاختلاج الاقتطاع والاجتذاب، ومنه سمي الخليج خليجا لأنه مخلوج من البحر ومعظم الماء، بمنزلة مجروح وجريح ومقتول وقتيل. وقوله: " وأنا على صريمة " أي على أمر أنا قاطع عليه وواثق به، من صرم الحبل إذا قطعه، فصريمة ذاك مقطوع عليها غير مرتاب بها. ومن ذلك قول الأعشى:
وكان دعا قومه دعوة هلم إلى أمركم قد صرم
[ ص: 667 ]