الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
بيان ذلك من الأثر والفرق بين القول والعلم والإرادة والفعل:

84 - أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب ، أنا والدي، أنا عثمان بن أحمد بن هارون [ ص: 213 ] التنيسي ، نا أبو أمية قال أبو عبد الله ، وأخبرنا أحمد بن سليمان بن أيوب ، وعلي بن إبراهيم بن يعقوب قالا: نا أبو زرعة الدمشقي ، نا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر ، نا سعيد بن عبد العزيز ، عن ربيعة بن يزيد ، عن أبي إدريس الخولاني ، عن أبي ذر -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الله -عز وجل- أنه قال: " يا عبادي: إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته محرما فيما بينكم، فلا تظالموا،  يا عبادي: إنكم الذين تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب ولا أبالي، فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي: كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي: كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم، وحيكم وميتكم كانوا على أتقى قلب رجل منكم لم يزد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل منكم لم ينقص ذلك من ملكي شيئا، يا عبادي: لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم اجتمعوا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان منهم ما سأل لم ينقص ذلك من ملكي شيئا، إلا كما ينقص البحر أن يغمس فيه المخيط غمسة واحدة، يا عبادي: إنما هي أعمالكم أحفظها عليكم، فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك، فلا يلومن إلا نفسه ". قال: وكان أبو إدريس إذا حدث بهذا الحديث جثى على ركبتيه.

وروي عن ابن غنم ، عن أبي ذر ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- نحوه، وزاد فيه: " إني جواد ماجد، عطائي كلام، وعذابي كلام، وإذا أردت أمرا فإنما أقول له: كن فيكون   " .

[ ص: 214 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية