الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل

ذكره محمد بن إسحاق بن خزيمة -رحمه الله- قال: قال الله -عز وجل-: تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله فأجمل ذكر من كلمه، فلم يذكره باسم، وبين في قوله -عز وجل-: وكلم الله موسى تكليما فبين لعباده المؤمنين ما كان أجمله في قوله: منهم من كلم الله فسمى في هذه الآية كليمه، وأعلم الله -عز وجل- في آية أخرى أنه اصطفى موسى برسالته وبكلامه، فقال تعالى: يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي وقال في سورة طه: فلما أتاها نودي يا موسى إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى إلى آخر القصة، وقال في سورة النمل: فلما جاءها نودي أن بورك من في النار إلى قوله: يا موسى إنه أنا الله العزيز الحكيم ، وقال في سورة القصص: فلما أتاها نودي من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين إلى آخر القصة، فبين الله -عز وجل- في الآي الثلاث بعض ما كلم به موسى مما لا يجوز أن يكون من ألفاظ ملك [ ص: 215 ] مقرب، ولا ملك غير مقرب غير جائز أن يخاطب ملك مقرب موسى -عليه السلام- فيقول: إني أنا الله أو يقول: إني أنا ربك فاخلع نعليك ، وقال -عز وجل-: وتمت كلمت ربك الحسنى أعلم -عز وجل- أن له كلمة يتكلم بها.  

التالي السابق


الخدمات العلمية