فصل
يدل على أن الله تعالى إذا أراد أن يحدث أمرا سمعه حملة العرش، ثم يسمعه أهل كل سماء حتى يبلغ الخبر أهل السماء الدنيا
قال الله -عز وجل-: حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق .
[ ص: 267 ] 117 - أخبرنا ، أنا والدي، أنا أبو عمرو عبد الوهاب خيثمة ، ومحمد بن يعقوب قالا: نا ، أخبرني أبي، نا العباس بن الوليد بن مزيد ، حدثني الأوزاعي ، عن ابن شهاب علي بن الحسين ، عن -رضي الله عنه- قال: عبد الله بن عباس حدثني رجال من الأنصار أنهم بينما هم جلوس ليلة مع النبي -صلى الله عليه وسلم- إذ رمي بنجم فاستنار، فقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " ما كنتم تقولون في الجاهلية إذ رمي بمثل هذا؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم كنا نقول: " ولد الليلة رجل عظيم، ومات الليلة رجل عظيم "، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " إنها لم ترم لموت أحد، ولا لحياته، ولكن ربنا -عز وجل- إذا قضى أمرا سبحت حملة العرش، ثم سبحه أهل السماء الذين يلونهم، حتى يبلغ التسبيح أهل السماء الدنيا، ثم يقول الذين يلون حملة العرش: ماذا قال ربكم عز وجل؟ فيستخبر أهل السموات بعضهم بعضا حتى يبلغ الخبر أهل السماء الدنيا، فيخطفه الجن، فيلقونه إلى أوليائهم ويرمون، فما جاؤوا به على وجهه فهو الحق، ولكنهم يقرفون فيه ويزيدون ".