138 - لمعاذ :" بما تقضي؟ " قال: بكتاب الله -عز وجل-، قال: " فإن جاءك ما ليس في كتاب الله؟ قال: بسنة رسول الله، قال: فإن جاءك ما ليس في كتاب الله ولا سنة رسول الله؟ فقال: بما قضى به الصالحون، ثم قال بعد: أجتهد، وأشاور وقال ".
[ ص: 276 ] فالذين بلغوا الأمة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه الذين أشار إليهم، وأمر الأمة بطاعتهم، ولم يمت كبير أحد من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى أشار إلى من بعده من أصحابه، يشير بعضهم إلى بعض، مثل ، ابن عباس ، وابن عمر ونحوهم، ومثل أكابر التابعين مثل وابن الزبير ، سعيد بن المسيب وعلقمة ، والأسود ، ومسروق ونظرائهم، (و) مثل طاوس ، ، ومجاهد وعطاء ، ، والشعبي والحسن ، ، ونظرائهم، ويشير النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى أصحابه -رضي الله عنهم- وأصحابه إلى التابعين -رحمهم الله-، والتابعين إلى تابعي التابعين، كذلك يشير الأول إلى الآخر، وينتحل الآخر الأول، لا يزال كذلك حتى تقوم الساعة، وفي الحديث: " وابن سيرين لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لا يضرهم من خالفهم " فيشير الأول إلى الآخر، وينتحل الأول من لدن آدم -عليه السلام- إلى محمد -صلى الله عليه وسلم- .
ثم أشار النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى أصحابه، وأصحابه إلى التابعين، والتابعون إلى من بعدهم حتى بلغ دهرنا هذا، وكذلك حتى يبلغ الساعة، يشير الأول إلى الآخر، وينتحل الآخر الأول، ويصدق بعضهم بعضا دينا قيما ظاهرا، قال -عز وجل-: ليظهره على الدين كله .
[ ص: 277 ] فأظهر الله -عز وجل- دينه بهم في كل زمان، ينقل بعضهم عن بعض مثل ، عن أحمد بن حنبل يحيى بن سعيد ، عن أيوب ، عن ، عن ابن سيرين -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. ابن عمر
ومثل ، عن وكيع سفيان ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
ومثل مالك ، عن ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. زيد بن ثابت
ومثل ، عن سفيان بن عيينة عمرو بن دينار ، عن -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، كل هؤلاء في زمانهم ونظرائهم في زمانهم قد أشار النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الأول منهم، وأشار إلى الآخر منهم لا يزالون كذلك إلى آخر الأمر، فمن أخذ عن هؤلاء العصابة في كل زمان، وعمل بما أمروا (ولزمه)؛ فقد لزم السنة إن شاء الله. ابن عباس