الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل

ذكره بعض حنابلة بغداد

قال: الدليل على أن ما نتلوه ونسمعه هو حقيقة كلام الله تعالى، وليس بعبارة عنه  قوله تعالى: وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله . والذي يسمعه الخلق هو هذا الذي نتلوه دون ما ليس بصوت [ ص: 330 ] ولا حرف، وقال تعالى: فإنما يسرناه بلسانك . والذي يسره هو الذي نتلوه (دون ما ليس بحرف ولا صوت) وقال: بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ . والذي في ذات الله -تعالى- ليس في اللوح المحفوظ. وقال تعالى: فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله ، وقال تعالى: وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا ، وقال تعالى: واتل ما أوحي إليك ، وقال -تعالى- إخبارا عن قريش : إن هذا إلا قول البشر سأصليه سقر فتوعدهم بالنار على قولهم: إن هذا إلا قول البشر ، وإنما سمعته قريش من النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلولا أن ما تلاه النبي -صلى الله عليه وسلم- هو كلام الله على الحقيقة، لم يتوعدهم على قولهم ذلك بالنار، فلما توعدهم دل على أن ذلك حقيقة كلام الله تعالى. وقال: يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه ، فأثبت أن كلامه -تعالى- مسموع، وأنهم قد عقلوه وحرفوه، وما هو قائم بالذات لا يعقل .

التالي السابق


الخدمات العلمية