فصل
ذكر وأنه خالق الخلق الآيات الدالة على وحدانية الله -تعالى-
خلق آدم من تراب، وخلق منها زوجها حواء . قال الله -عز وجل- منبها عباده على وحدانيته وربوبيته وبديع صنعته. ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون ، ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ، وقال: الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين ثم سواه ونفخ فيه من روحه الآية، ثم أخبر -عز وجل- بتفرده بخلق الأشياء كلها من غير معين ووزير، فقال تعالى: ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم ، وقال: [ ص: 377 ] أشهدوا خلقهم .
212 - أخبرنا ، أنا والدي، أنا أبو عمرو عبد الوهاب ، عبد الرحمن بن يحيى ومحمد بن حمزة ، ومحمد بن محمد بن يونس قالوا: نا يونس ، نا ، قال أبو داود أبو عبد الله : وأخبرنا علي بن محمد بن نصر ، نا محمد بن أيوب بن يحيى ، نا قالا: حدثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل ، عن حماد بن سلمة ، عن ثابت البناني -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: " أنس بن مالك آدم في الجنة تركه ما شاء أن يتركه، فجعل إبليس يطيف به وينظر إليه، فلما رآه أجوف علم أنه خلق لا يتمالك لما صور ".