الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
262 - وأخبرنا أبو عمرو ، أنا والدي، أنا إبراهيم بن محمد الديبلي ، وهارون بن أحمد الجرجاني قالا: نا أحمد بن زيد ، نا إبراهيم بن المنذر ، نا محمد بن فليح ، نا محمد بن عمرو بن علقمة ، عن أبيه، عن جده، عن بلال بن الحارث المزني -رضي الله عنه- أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: " إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله -عز وجل- ما يظن أن تبلغ ما بلغت، فيكتب الله -عز وجل- له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة (من سخط الله) ما يظن أن تبلغ الذي بلغت فيكتب الله -عز وجل- (عليه) بها سخطه إلى يوم يلقاه   ".

قال أحمد بن حنبل في رسالة الإصطخري : " إن الله يحب ويكره، ويبغض ويرضى، ويغضب ويسخط، ويرحم ويعفو، ويغفر ويعطي ويمنع " .

وهذا كلام يمنع أن يكون الإرادة كراهة في [ ص: 428 ] نفسها؛ لأنه فرق بينهما خلافا لأهل الكلام أن الإرادة كراهة في نفسها، فعندنا يريد الله ما لا يحبه ولا يرضاه، بل يكرهه ويسخطه ويبغضه، والإرادة غير المحبة والرضى.

وقال جماعة من المتكلمين: الإرادة حب وبغض، ورضا وسخط، وإن من أراد شيئا فقد أحبه ورضيه، وإن الله -تعالى- رضي المعصية والكفر،  وعندنا أن الرضى غير الإرادة بدليل قوله: ولا يرضى لعباده الكفر لأن النفي ضد الإثبات   .

التالي السابق


الخدمات العلمية