الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل في الرد على من أنكر من صفات الله -عز وجل- الضحك والعجب والفرح  

265 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الوهاب ، أنا أبو الحسن بن عبد كويه ، نا سليمان بن أحمد الطبراني ، نا علي بن عبد العزيز ، نا حجاج بن المنهال ، نا حماد بن سلمة ، عن ثابت بن أنس ، عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: " آخر من [ ص: 430 ] [ ص: 431 ] يدخل الجنة (رجل) يمشي على الصراط، وهو يمشي مرة ويكبو مرة، وتسفعه النار، فإذا جاوزها التفت إليها فقال: تبارك الذي نجاني منك، أعطاني الله (شيئا) ما أعطاه أحدا من الأولين والآخرين، وترفع له شجرة فيقول: أي رب أدنني من هذه الشجرة، فأستظل بظلها، وأشرب من مائها فيقول الله -عز وجل-: يا ابن آدم (لعلي) إن أعطيتكها تسألني غيرها، فيدنيه الله -عز وجل- منها، وإنه ليعلم أنه سيفعل فيستظل بظلها ويشرب من مائها، ثم ترفع له شجرة أخرى (هي) أحسن من الأولى، فيقول: يا رب أدنني منها فأستظل بظلها وأشرب من مائها، ولا أسألك غيرها، وربه يعلم أنه سيفعل، لأنه يرى ما لا صبر له عليه، فيقول الله -عز وجل-: يا ابن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟ فيقول: بلى يا رب، ولكن هذه لا أسألك غيرها، والله -عز وجل- يعلم أنه سيفعل؛ لأنه يرى ما لا صبر له عليه، فيقول الله -عز وجل-: لعلي إن أدنيتك منها سألتني غيرها، فيعاهده أن لا يفعل فيدنيه منها فيستظل بظلها ويشرب من مائها، ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة هي أحسن من الأوليين فيقول: يا رب أدنني من هذه لأستظل بظلها، وأشرب من مائها، فيقول الله -عز وجل-: يا ابن آدم ألم تعاهدني أن لا تسأل غيرها؟ فيقول: هذه لا أسألك غيرها، فيقول: فلعلي إن أدنيتك منها أن تسألني غيرها، فيعاهده أن لا يفعل وربه -عز وجل- يعلم أنه سيفعل، وربه يعذره؛ لأنه يرى ما لا صبر له عليه، فيدنيه منها فيسمع أصوات أهل الجنة فيقول: أي رب أدخلنيها فيقول: [ ص: 432 ] يا ابن آدم أترضى أن أعطيك الدنيا ومثلها معها، فيقول: أتستهزئ بي وأنت رب العالمين، فضحك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم قال: ألا تسألوني مم ضحكت؟ قالوا: مم ضحكت يا رسول الله؟ قال: من ضحك رب العالمين -عز وجل- حيث قال: أتستهزئ بي وأنت رب العالمين، فيقول: إني لا أستهزئ بك، ولكني على ما أشاء قدير   " .

التالي السابق


الخدمات العلمية