333 - أخبرنا أحمد بن علي المقري ، أنا ، أنا هبة الله بن الحسن أحمد بن إبراهيم العبسقي ، أنا محمد بن إبراهيم بن عبد الله ، نا أبو عبيد الله المخزومي ، نا ، عن سفيان بن عيينة ، عن أبيه، هشام بن عروة -رضي الله عنها- قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أصابه شيء حتى كان (يرى أنه) يأتي النساء ولا يأتيهن، فانتبه من نومه فقال: " يا عائشة إن الله -تعالى- أفتاني فيما استفتيته، آتاني آتيان فقعد أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي، فقال أحدهما للآخر: عائشة لبيد بن أعصم ، قال فيم؟ قال في مشط ومشاقة قال: وأين؟ قال في جف طلعة تحت راعوفة بئر ذروان. قال: فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- البئر فاستخرجه، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: هذه البئر التي رأيتها كأن ماءها نقاعة الحناء، وكأن نخلها رؤوس الشياطين، قالت ما بال الرجل؟ قال: مطبوب. قال: ومن طبه؟ قال: -رضي الله عنها-: فقلت له: تعني ألا تتنشر، قال: أما أنا فقد شفاني الله، وأكره أن أثير على أحد يعني شرا. قالت: [ ص: 483 ] ونزلت عائشة قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق حتى ختم السورة " . عن
قال أهل اللغة: المطبوب: المسحور، والطب: السحر، والمشاقة: مشاقة الكتان. وفي رواية: المشاطة بالطاء، وهي ما يخرج من الشعر بالمشط، وجف الطلعة: قشرها.
وقد أنكر قوم السحر وأبطلوا حقيقته، وأكثر الأمم من العرب والفرس والهند على إثبات السحر. وقد قال الله تعالى: يعلمون الناس السحر ، وقال: ومن شر النفاثات في العقد ، ويلزم الساحر من العقوبة ما يلزم سائر الجناة بجناياتهم.